ـ (وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صالِحاً ثُمَّ اهْتَدى) [طه : ٨٢]
أنظر البقرة : ٢٢٥ من الذخيرة : ٦٠٣.
ـ (وَأَضَلَّهُمُ السَّامِرِيُ) [طه : ٨٥]
أنظر البقرة : ٢٦ ، ٢٧ من الرسائل ، ٢ : ١٧٧ : إلى ٢٤٧.
ـ (قالُوا ما أَخْلَفْنا مَوْعِدَكَ بِمَلْكِنا وَلكِنَّا حُمِّلْنا أَوْزاراً مِنْ زِينَةِ الْقَوْمِ فَقَذَفْناها فَكَذلِكَ أَلْقَى السَّامِرِيُّ (٨٧) فَأَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلاً جَسَداً لَهُ خُوارٌ فَقالُوا هذا إِلهُكُمْ وَإِلهُ مُوسى فَنَسِيَ (٨٨)) [طه : ٨٧ ـ ٨٨].
[فيها أمران :]
[الأوّل : ان سأل سائل :] إذا كان اتيان الله تعالى الآية بمن يعلم أنّه يستفسد بها العباد ويدعوهم لأجلها إلى الضلال والفساد ، مستحيلا في العقول لما يؤدي إليه من انسداد الطريق إلى معرفة الصادق من الكاذب عليه ، ولكون ذلك وهنا في حكمته تعالى وعلمه بالقبح وغناه عنه.
فكيف جاز أن يمكّن السامري من أخذ القبضة التي فعل الله تعالى الخوار في العجل عند إلقائه لها فيه ، وقد كان مغويا لاتّباع بني إسرائيل له بطاعتهم إياه وقبولهم منه وإذعانهم إليه؟
وقد نطق القرآن بذلك في قوله سبحانه : (فَأَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلاً جَسَداً لَهُ خُوارٌ فَقالُوا هذا إِلهُكُمْ وَإِلهُ مُوسى) (١) إلى آخر القول ، وقال سبحانه حكاية عن موسى عليهالسلام : (فَما خَطْبُكَ يا سامِرِيُّ (٩٥) قالَ بَصُرْتُ بِما لَمْ يَبْصُرُوا بِهِ فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِنْ أَثَرِ الرَّسُولِ فَنَبَذْتُها وَكَذلِكَ سَوَّلَتْ لِي نَفْسِي (٩٦)) (٢).
وجاءت الاخبار بأنّه أخذ هذه القبضة من تحت قدمي الملك ، وقال : إنّه رآه وقد وطىء مواتا فعاش (٣).
وكيف ساغ تمكينه من ذلك؟ فقد استدعى به بني إسرائيل إلى الضلال وكان
__________________
(١) سورة طه ، الآية : ٨٨.
(٢) سورة طه ، الآيتان : ٩٥ ، ٩٦.
(٣) الدرّ المنثور ٤ / ٣٠٥.