(هذا إِلهُكُمْ وَإِلهُ مُوسى) مشيرا إلى العجل ، فلم يبق مع ضلالهم بالعجل وعبادتهم له ، إلّا العمل بخلاف المعلوم لبعض الأغراض (١).
ـ (وَانْظُرْ إِلى إِلهِكَ الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عاكِفاً لَنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنْسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفاً) [طه : ٩٧].
... لم يكن الهه على الحقيقة ، بل كان كذلك فى اعتقاده [واراد الله ذمه والازراء على اعتقاده] (٢).
ـ (وَلا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضى إِلَيْكَ وَحْيُهُ وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْماً) [طه : ١١٤].
[إن سأل سائل] فقال : ما معنى هذه الآية؟ فإنّ ظاهرها لا يدلّ على تأويلها.
الجواب : قلنا : قد ذكر المفسّرون في هذه الآية وجهين نحن نذكرهما ، ونوضّح عنهما ، ثمّ نتلوهما بما خطر لنا فيهما زائدا على المسطور.
وأحد ما قيل في هذه الآية : أنّ النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم كان إذا نزل عليه القرآن وسمعه من جبرائيل قرأ عليهالسلام معه ما يوحى به إليه من القرآن أوّلا قبل استتمامه والانتهاء إلى المنزّل منه في الحال ، وقطع الكلام عليها ، وإنّما كان يفعل النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ذلك حرصا على حفظه وضبطه ، وخوفا من نسيان بعضه ، فأنزل الله تعالى هذه الآية ليثبت النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم في تلاوة ما يسمعه من القرآن ، حتّى ينتهي إلى غايته لتعلّق بعض الكلام ببعض.
قالوا : ونظير هذه الآية قوله تعالى : (لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ (١٦) إِنَّ عَلَيْنا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ (١٧) فَإِذا قَرَأْناهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ (١٨) ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنا بَيانَهُ (١٩)) (٣) ؛ فضمن الله تعالى أن يجمع له عليهالسلام حفظ القرآن ، ثمّ يثبته في صدره ، ليؤدّيه إلى أمّته ،
__________________
(١) الشافي في الإمامة وابطال حجج العامة ، ٢ : ١٣٣ ، ١٣٤.
(٢) الشافي في الإمامه وإبطال حجج العامّة ، ٣ : ١١٣ وراجع أيضا الرسائل ، ١ : ٤٣٣.
(٣) سورة القيامة ، الآيات : ١٦ ـ ١٩.