(وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَآءِ مَاءً مُّبارَكاً فَأَنْبَتنَا بِهِ جَنَّاتٍ وَحَبَّ الْحَصِيدِ* ... وَاحْيَيْنَا بِهِ بَلْدَةً مَّيْتاً كَذَلِكَ الخُرُوجُ) : أي في يوم القيامة. (ق / ٩ و ١١)
كما ـ وأنّه للكشف عن عاقبة الظلم والجور وأهلهما ـ دعا الله الناس لمشاهدة ما خلَّف هؤلاء من آثار ومشاهدة مدنهم الخربة.
هذا كلّه تأكيد من القرآن على ضرورة الاستعانة ب «الحس والمشاهدة» كمصدر للمعرفة.
توضيح
الفلاسفة ومصدر الحس :
هناك اختلاف كبير في وجهات نظر الفلاسفة فيما يخص قضية اطّلاعنا على العالم الذي يحيط بنا وما هي المراحل التي نطويها للوصول إلى هذه المعرفة؟ ومن أي مصدر تصل أذهاننا؟ إنّ أكثر الفلاسفة عدّوا الحس أحد مصادر المعرفة رغم ظهور قطبين على طرفي الإفراط والتفريط في هذا المجال.
١ ـ «الحسيون» حيث يعتبرون الحس الطريق الوحيد للمعرفة وينكرون المصادر الاخرى كالعقل.
«إنّ هؤلاء الذين ظهروا في القرن السابع عشر أنكروا قيمة البرهان القياسي العقلي ، واعتبروا اسلوب التجربة الاسلوب الوحيد والسليم والمعتمد عليه في هذا المجال ، وتعتقد هذه المجموعة بعدم أصالة وتجذر الفلسفة النظرية العقلية المستقلة عن العلوم التجريبية ، ويعدون العلم ثمرة الحواس فقط ، والحواس لا تتعلق إلّابظاهر وعوارض الطبيعة ، إذن لا اعتبار للمسائل الفلسفية الأولية ، وذلك لأنّها نظرية وعقلية بحتة وتتعلق بالامور غير المحسوسة ، ولا يدرك الإنسان هذه المسائل نفياً أو إثباتاً» (١).
__________________
(١). اصول الفلسفة والمنهج الواقعي للشيخ المطهّري ، ج ١ ، ص ٦ (مع تلخيص قليل).