ومن جملة هذه الكتب يمكن ذكر كتاب «مفاهيم القرآن» وقد صدر عدد من أجزائه بالفارسية والعربية وهو كتاب قيِّم.
ولكن مع هذه المساعي التي تستحق التقدير يجب الاعتراف بأَنَّ مسألة التفسير الموضوعي للقرآن لا زالت في مرحلة البداية ، وتحتاج إلى زمان كي تحتل المكانة المناسبة لها كالتفسير الترتيبي ، وهذا لا يتم إلّابالسعي المستمر الدائب للعلماء والمفسرين ، وبالاستفادة من تجارب الماضين وتنميتها وايصالها إلى درجة الكمال المطلوب.
وما تراه في هذا الكتاب هو حلقة من هذه السلسة التي نأمل لها أن تنضمَّ إلى الحلقات المعتبره الاخرى ، والمهم أن يتجنب أصحاب النظر والمعرفة الأعمال المكررة في هذا المجال ، وأن يبادر كل منهم إلى الإبداع والتجديد حتى نتمكن تحت ظل هذه الإبداعات أن نطوي هذا الطريق الطويل.
الاسلوب الصحيح في التفسير الموضوعي :
يوجد اسلوبان للتفسير الموضوعي :
الاسلوب الأول : الذي اختاره بعض المفسرين في عملهم ، وهو أنّهم يتناولون المواضيع المختلفة كالموضوعات العقائدية (التوحيد والمعاد و..) والموضوعات الأخلاقية (التقوى حسن الخلق و...) ، وبعد ذكر بحوث فلسفية وكلامية أو أخلاقية يذكرون بعض الآيات القرآنية المرتبطة بالموضوع بعنوان الشاهد على ذلك.
الاسلوب الثاني : وهو الذي يتمّ فيه قبل كل شيء جمع الآيات الواردة حول الموضوع من جميع أجزاء القرآن ، وقبل أيّ حكم أو ابداء نظر يتمّ جمع الآيات وتفسيرها مجتمعة ، وبجمعها وملاحظة العلاقة فيما بينها نحصل منها على الصورة الكاملة.
وهنا لا يملك المفسّر شيئاً من عنده مطلقاً ، ويسير كالظل خلف آيات القرآن فيفهم كل شيء من القرآن ، ويكون كل همّه كشف محتوى الآيات ، وإذا أراد الإِستعانة بآراء الآخرين