٣ ـ «الفطرة» و «الوجدان» في الروايات الإسلامية
لقد أُشير في الروايات الإسلامية إلى هذا المصدر كثيراً ونذكر هنا نماذج من تلك الروايات :
١ ـ قال رسول الله صلىاللهعليهوآله في حديث معروف له : «كل مولود يولد على الفطرة حتى يكون أبواه يهودانه وينصّرانه» (١).
يدل هذا الحديث بوضوح على أن التوحيد ، بل حتى الاصول الأساسية للإسلام مودعة في فطرة الإنسان (٢).
٢ ـ وقد جاء في حديث أنّ شخصاً سأل الإمام الصادق عليهالسلام عن الآية : (فِطْرَتَ اللهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا) ، فأجاب الإمام عليهالسلام : «التوحيد» (٣).
٣ ـ وفي حديث آخر أجاب عن نفس السؤال بهذا الجواب : «هي الإسلام» (٤).
٤ ـ وقد قال الإمام عليهالسلام في حديث آخر في هذا المجال : «فَطَرَهُمْ على المعرفة» (٥).
٥ ـ وقد جاءت روايات عديدة عن الإمام الصادق عليهالسلام فسرت الآية : (صِبْغَةَ الله وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ الله صِبْغَةً بالاسلام) (٦).
٦ ـ وقد جاء في حديث قدسي : «خلقتُ عبادي حُنَفَاء» ، وقال صاحب مجمع البحرين بعد ذكره لهذا الحديث يعني مؤهلين لقبول الحمد ، ثم اعتبر معنى الحديث نفس معنى الحديث المعروف «كل مولود يولد على الفطرة».
وهناك ملاحظة جديرة بالذكر وهي : إنّ الروايات الإسلامية عبرت عن الأعمال الحسنة
__________________
(١) بحار الأنوار ، ج ٣ ، ص ٢٨١.
(٢) يأتي شرح هذا الحديث مفصلاً في ، المجلد الثاني من هذا التفسير.
(٣) اصول الكافي ، ج ٢ ، ص ١٢ ، باب فطرة الخلق على التوحيد ، ح ١.
(٤) المصدر السابق ، ح ٢.
(٥) المصدر السابق ، ح ٤ ، والروايات التي جاءت في هذا المجال كثيرة ويمكن الرجوع إلى المصادر التالية : بحار الأنوار ، ج ٣ باب ١١ من أبواب التوحيد.
(٦) بحار الأنوار ، ج ٣ ، ص ٢٨٠.