وقد جاء في الروايات مضمون هذا الحديث إجمالاً (١).
ونقرأ في حديث آخر أنّ الرسول الأكرم صلىاللهعليهوآله عندما كان يوحى إليه يسمع صوتاً هادئاً قرب وجهه.
وقد جاء في حديث آخر : إنّ الوحي عندما كان ينزل على الرسول صلىاللهعليهوآله يبدأ جبينه يتصبب عرقاً وإن كان الجو بارداً (٢).
وبصورة عامة فإنّ الوحي كان يهبط على رسول الله باشكال مختلفة ، ولكل شكل آثاره الخاصة به.
كما يستفاد من الروايات أن جبرئيل كان يهبط على الرسول أحياناً ـ بشكله الحقيقى الذي خلقه الله عليه ، ويحتمل أنّه هبط بهذا الشكل مرتين فقط طوال عمر الرسول (كما أشير إلى ذلك في بعض تفاسير سورة النجم) (٣) ، كما أنّه قد يهبط متمثلاً في صورة «دحية الكلبي» (٤) ، (٥).
٩ ـ الالهامات الغريزية
قلنا سابقاً أنّ للوحي مفهوماً واسعاً سواء في آيات القرآن أو في كتب اللغة ، كما قلنا إنّ أحد مصاديقه هو الإدراك الغريزي عند الحيوانات ، ولا يمكن تحليله بأي تحليل مادي ، بل وجوده في الحيوانات دليل على وجود ذلك المصدر الغني والعظيم للعلم والمعرفة فيما وراء الطبيعة.
__________________
(١). بحار الأنوار ، ج ١٨ ، ص ٢٥٤ ، ح ٩.
(٢). بحار الأنوار ، ج ١٨ ، ص ٢٦١.
(٣). في ظلال القرآن ، ج ٧ ، ص ٣٠٦.
(٤). بحار الأنوار ، ج ١٨ ، ص ٢٦٧ ، ح ٢٩.
(٥). إنّ دحية بن خليفة الكلبي هو أخو الرسول الرضاعي ، وكان من أجمل الناس آنذاك ، فكان يتمثل في صورته جبرئيل عندما يريد الهبوط على الرسول الأكرم صلىاللهعليهوآله (مجمع البحرين مادة وحي). وكان من مشاهير صحابة الرسول صلىاللهعليهوآله ويُعرف بحسن الوجه ، أرسله الرسول صلىاللهعليهوآله بالرسالة إلى قيصر الروم «هرقل» في السنة السادسة أو السابعة من الهجرة ، وكان حياً حتى خلافة عمر (قاموس دهخدا بالفارسية).