٦ ـ الكشف والشهود
تمهيد :
القسم السادس والأخير من مصادر المعرفة هو «الشهود القلبي والمكاشفة».
وقبل كل شيء ينبغي تعريف هذا المصدر المجهول لدى أكثر الناس ، كي يتضح فرقه عن «الوحي» و «الالهام» و «الفطرة» و «الإدراكات العقلية» ، ولكي لا يحملُهُ غير المطلعين على «اتباع الظن».
ومن جهة اخرى ، لكي نحول دون استغلال هذا العنوان من قبل البعض ، والنظر إليه نظرة تشاؤمية من قبل البعض الآخر.
إنّ الكائنات في هذا الوجود تنقسم إلى قسمين :
١ ـ الكائنات التي يمكن إدراكها بالحواس وهي «العالم المحسوس».
٢ ـ الكائنات غير المحسوسة وهي «عالم الغيب».
لكن الإنسان ـ أحياناً ـ ينفتح أمامه طريق باتجاه عالم الغيب يمكّنه من معرفة بعض الحقائق الغيبية (حسب قابليته) ، وبتعبير آخر ، تتكشف له بعض حقائق عالم الغيب فيشاهد تلك الحقائق كما يشاهد حقائق العالم المحسوس ، بل أوضح وأوثق.
ويقال لهذه الحالة «المكاشفة» أو «الشهود الباطني».
وقد اشير إلى هذا العلم في الآيتين : (كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ* لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ)!(التكاثر / ٥ ـ ٦)
وقد ورد في المصادر الإسلامية المختلفة : إنّ «المجرمين» و «المؤمنين» تحصل لديهم