غير مصقولتين جيداً فانّه سيرى الأشياء معوجة ، وإذا كان مبتلياً بمرض اليرقان فانّه سيرى الأشياء صفراء ، وإذا كان أحولاً فانه سيرى صوراً لا تتطابق مع الواقع.
وأمثال هذه الموانع بالضبط قد تحصل للعقل والفطرة ، وقد تحصل موانع في فهم التاريخ وحتى الوحي وكلمات المعصومين عليهمالسلام ، فقد يُساء فهمه لنفس الموانع والحجب التي تحصل للإنسان في مصادر المعرفة الاخرى ، ومن هنا نفهم أهميّة بحث موانع المعرفة وندرك أهميّة العلم بها للوصول إلى المعرفة.
وبما أنّ القرآن منطلق بحثنا في التفسير الموضوعي ، فنسعى لمعرفة الموانع والحجب التي ذكرت فيه بالدرجة الاولى.
لقد ورد البحث في القرآن حول موانع المعرفة بنحوين : الأول بحوث كلية و «منذرة» والثاني : بحوث جزئية و «تعليمية» ، ولنتناول الآن البحوث الكلية.
حُجُب المعرفة :
نُمعن خاشعين أولاً إلى الآيات التالية :
١ ـ (افَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَناً). (فاطر / ٨)
٢ ـ (وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ). (الأنعام / ٤٣)
٣ ـ (فَأَمَّا الَّذِينَ فِى قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ). (آل عمران / ٧)
٤ ـ (كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ). (المطففين / ١٤)
٥ ـ (لِّيَجْعَلَ مَا يُلْقِى الشَّيْطَانُ فِتْنَةً لِّلَّذِيْنَ فِى قُلُوبِهِمْ مَّرَضٌ). (الحج / ٥٣)
٦ ـ (وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِم أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِى آذَانِهِمْ وَقْرَاً). (الاسراء / ٤٦)
٧ ـ (وَقَالُوا قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ لَّعَنَهَمُ اللهُ بِكُفْرِهِمْ فَقَلِيلاً مَا يُؤْمِنُون). (البقرة / ٨٨)
٨ ـ (وَنَطْبَعُ عَلى قُلُوبِهِم فَهُمْ لَايَسْمَعُونَ). (الأعراف / ١٠٠)
٩ ـ (وَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَايَفْقَهُونَ). (التوبة / ٨٧)