١٠ ـ (خَتَمَ اللهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ). (البقرة / ٧)
١١ ـ (أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً). (الجاثية / ٢٣)
١٢ ـ (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا). (محمد / ٢٤)
١٣ ـ (فَإِنَّهَا لَاتَعْمَى الأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِى فِى الصُّدُورِ). (الحج / ٤٦)
١٤ ـ (لَهُمْ قُلُوبٌ لَّايَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لّايُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَّايَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْانْعَامِ بَلْ هُمْ اضَلُّ اولئِكَ هُمُ الْغَافِلونَ). (الأعراف / ١٧٩)
شرح المفردات :
قبل كل شيء ينبغي الخوض في البحث عن المفردات المختلفة والظريفة التي استعملت في الآيات السابقة التي أشارت إلى حجب المعرفة وحرمان الإنسان منها ، كلُّ منها تشير إلى مرحلة من مراحل انحراف ذهن الإنسان وحرمانه من المعرفة ، فتبدأ بالمراحل الأضعف ، وتنتهي بمراحل أشد وأقوى من الحرمان بحيث تسلب الإنسان قدرته على التمييز ، بل تصوّر له الحقائق بالعكس فيرى الشيطان ـ من جرائها ـ مَلَكاً بريئاً ، والقُبح حُسناً ، والباطل حقاً!
* *
إنّ «زيغ» تعني ـ كما يقول كثير من أئمة اللغة ـ الانحراف ، أو الانحراف عن الحق والصواب ، ولهذا جاء في القرآن : (رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا). (آل عمران / ٨)
و «رَانَ» من مادة «رَيْن» (على وزن عَين) وهو الصدأ الذي يصيب بعض الفلزات. هذا ما قاله الراغب في مفرداته ، وقد قال بعض أهل اللغة : «إنّه قشر أحمر يترسب من الهواء ويظهر على سطح بعض الفلزات مثل الجديد» ، وهذا الصدأ علامة للإستهلاك والتلف وزوال