طابع ، وعندما تستعمل هذه المفردة في مجال العقل فتعني أنّه مُغطَّى ومختوم عليه فلا يفهم ولا يعي شيئاً ، وكأنّ أبوابه مغلقة ومختوم عليها ، أمّا مفردة «طَبَع» فتعني الصدأ الذي يعلو السيف كما تطلق على المعاصي والذنوب التي تعلو القلب وتغطيه.
و «الخَتْم» : يعني الانتهاء والفراغ من الشيء ، وبما أنّ الرسائل تختم عند الفراغ منها ، قيل لوسيلة الختم خاتم ، وفي الماضي كان كثير من الناس ينقشون أسماءَهم على فصوص ما يتختمون به ، فيختمون بها الرسائل ، ولهذا اطلق على خاتم اليد خاتماً.
وكان وما زال العرف (إذا أرادوا أن يغلقوا بيتاً أو صندوقاً بحيث لا يفتحه أحد) يغلقون الباب أولاً بحبل أو قفل ، ثم يصبون مادة لصقة أو طين لزج على القفل أو الحبل ثم يختمون على تلك المادة ، بحيث إذا أراد شخصٌ فتح الباب أو الصندوق اضطرَّ لأنّ يكسر الختم.
إنّ استعمال القرآن لهذه المفردة في مجال العقول ، إشارة إلى أنّها عقول مقفلة ومختوم عليها ولا تعي شيئاً بدرجة لا يمكن أن تحصل على بصيص للوصول إلى طريق العلم والمعرفة.
جمع الآيات وتفسيرها
النفوذ التدريجي لآفات المعرفة :
(الانحرافات والرين والأمراض والأكنة والأقفال) :
كما قلنا سابقاً : إنّ أهميّة بحث «موانع المعرفة» تستدعي عرض الموضوع في مرحلتين :
المرحلة الاولى : ونبحث فيها ـ إجمالاً ـ عن وجود الموانع والحجب وكيفية تأثيرها على العقل ، وكيفية تلوث مصادر المعرفة بها تدريجياً ، إلى درجة تنتهي إلى تعطيلها.
المرحلة الثانية : ونبحث فيها عن جزئيات وخصائص كلٍ من هذه الموانع والآفات ، وللقرآن بحث واسع تربوي وجذّاب في هذا المجال.
ولنبدأ أولاً من المرحلة الاولى ، فممّا تجدر الإشارة إليه ، هو أنّ القرآن تحدث عن موانع