وقد ذكر البعض معنيين لهذه المفردة : (الصعود والارتفاع) و (السقوط) ، وذكر بعض آخر معنى واحداً لها وهو (الارتفاع والسقوط إلى الأسفل) وهذا في الحقيقة تركيب من المعنيين السابقين.
وقال البعض : إنّ الهُوىّ يعني «السقوط» والهَويّ يعني «الصعود» (١).
* *
جمع الآيات وتفسيرها
إتباع الهوى يُعمي القلب :
تحدثت الآية الاولى عن اتخاذ الهوى إلهاً واتباعه ، والتضحية لأجله بكل ما يملك ، وكل من كان كذلك فسوف يختم على قلبه وعلى سمعه ويجعل على بصره غشاوة ، فلا يهتدي بعد ذلك ، فلنقرأ الآية : (أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ الهَهُ هَواهُ وَأَضَلَّهُ اللهُ عَلى عِلْمٍ ...).
* *
والآية الثانية تحدثت عن فريق من اليهود المعاندين حيث كلما جاءتهم رُسُل الله وأتوا بما يخالف أهواءهم ، قاموا بتكذيب بعضهم وقتل البعض الآخر ، إنّ عنادهم هذا جعل حجاباً بينهم وبين الحقائق ، فيرون أنفسهم آمنين من عذاب الله ، حيث تاب الله عليهم ، وشملتهم رحمته الواسعة في المرة الاولى ، لكن في المرة الثانية شملتهم نقمته ، وذلك لنقضهم عهدهم وطغيانهم ، فعموا وصمّوا.
وهذه من المردودات السلبية لاتباع الهوى ، حيث يهرقون دماء الأنبياء ولا يدركون قبح عملهم.
إنّ التعبير ب «يقتلون» بصيغة المضارع يدل على أن ديدن هذا الفريق من اليهود هو قتل الأنبياء لما يأتون به من الشرائع المخالفة لأهوائهم.
__________________
(١). راجع مفردات الراغب ، ومجمع البحرين ، وكتاب العين ، واقرب الموارد ، والمنجد.