والأمر الذي ينبغي ملاحظته أنّ الصفات التي ذكرت بعد بسم الله في الآيات المذكورة تناسب العمل الذي بدأ ب (بسم الله) ففي قصة نوح جاء ذكر «غفور رحيم» وهو إشارة شمول الرحمة الإلهيّة لأصحاب نوح ، وفي قصة نزول أول آية جاء ذكر صفة الربوبية والخالقية ونحن نعلم أنّ مسألة الوحي بداية لعمل تربوي وعلى هذا فإنّ التربية التشريعية تقترن بالتربية التكوينية.
وبهذا نعلمُ أنّ الاستفادة من ذكر الصفات المناسبة هو بمثابة درس للجميع حول كيفية ابتداء أعمالهم ب (بسم الله).
* *
توضيحات
١ ـ الأهميّة الخاصة ل «البسملة»
نلمس في الروايات الإسلامية أهميّة كبيرة لهذه الآية المباركة وأنّها في درجة (اسم الله الأعظم) ، كما روي عن الإمام الصادق عليهالسلام أنّه قال : «بسم الله الرحمن الرحيم أقرب إلى اسم الله الأعظم من ناظر العين إلى بياضها» (١).
وفي حديث آخر عن الإمام الرضا عليهالسلام : «أقرب من سواد العين إلى بياضها»(٢).
إنّ لـ (بسم الله) أهميّة بالغة إلى درجة بحيث أنّ بعض الروايات ذكرت أنّ في تركها تعريض النفس للعقاب الإلهي ، كما ورد في رواية أنّ عبدالله بن يحيى دخل في مجلس أمير المؤمنين عليهالسلام وكان أمامه سرير فأمره الإمام أن يجلس عليه فتحطم السرير فجأة ووقع عبدالله على الأرض وجرح رأسه وخرج منه الدم فأمر أمير المؤمنين عليهالسلام بماء فغسلوا الدم ثم وضع الأمير يده على الجرح فأحس عبد الله بألم شديد في أوّل الأمر ثم بريء جرحه فقال الإمام عليهالسلام : «الحمد لله الذي يغسل ذنوب شيعتنا ويطهرها بالحوادث المؤلمة».
__________________
(١). تفسير البرهان ، ج ١ ، ص ٤١ ، ح ٢.
(٢). المصدر السابق ، ح ٩.