أَنْتَ بِهَادِ الْعُمْىِ عَنْ ضَلَالَتِهِمْ ان تُسْمِعُ الَّا مَنْ يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا فَهُمْ مُّسْلِمُونَ). (الروم / ٥٢ ـ ٥٣)
٤ ـ (وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِى هَذَا القُرآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ وَلَئِنْ جِئْتَهُم بِآيَةٍ لَّيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَروا انْ أَنْتُمْ الَّا مُبْطِلُونَ* كَذلِكَ يَطْبَعُ اللهُ عَلَى قُلُوبِ الَّذِينَ لَايَعْلَمُونَ). (الروم / ٥٨ ـ ٥٩)
٥ ـ (وَقَالُوا قُلُوبُنَا فِى أَكِنَّةٍ مِّمَّا تَدْعُونَا الَيْهِ وَفِى آذَانِنَا وَقْرٌ وَمِنْ بِيْنِنَا وَبَيْنِكَ حِجَابٌ فَاعْمَلْ انَّنَا عَامِلونَ). (فصلت / ٥)
جمع الآيات وتفسيرها
الموتى المتحركون :
حضر عند رسول الله صلىاللهعليهوآله ابو سفيان والوليد بن المغيرة والنضر بن الحارث وأبو جهل وأفراد آخرون واستمعوا إلى حديث الرسول الأكرم صلىاللهعليهوآله فقالوا للنضر : ما يقول محمد؟ (وكان النضر تاجراً يسافر إلى ايران وله اطّلاع واسع بالأساطير والقصص التاريخية الايرانية) فقال : لا أدري ما يقول لكنّي أراه يحرك شفتيه ويتكلّم بأساطير الأولين كالذي كنت احدثكم به عن أخبار القرون الاولى وقال أبوسفيان : إنّي لا ارى بعض ما يقول حقاً.
فقال أبوجهل : كلا ، فانزل الله تعالى : (وَمِنْهُمْ مَّنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ اكِنَّهً انْ يَفْقَهُوهُ) (١).
وقال بعض المفسرين في تفسير هذه الآية أنّهم لما أصروا على الكفر وعاندوا وصمموا عليه فصار عدو لهم عن الإيمان والحالة هذه كالكنان المانع عن الإيمان (٢).
ولهذا نزلت هذه الآية وقالت بصراحة : (وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ الَيْكَ ...).
__________________
(١). تفسير الكبير ، ج ١٢ ، ص ١٨٦.
(٢). المصدر السابق ، ص ١٨٧.