٩ ـ حجاب الأمانيّ
١ ـ (يُنَادُونَهُمْ أَلَمْ نَكُنْ مَّعَكُمْ قَالُوا بَلى وَلَكِنَّكُمْ فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ وَتَرَبَّصْتُمْ وَارْتَبْتُمْ وَغَرَّتْكُمُ الْأَمَانِىُّ حَتَّى جَاءَ أَمْرُ اللهِ وَغَرَّكُمْ بِاللهِ الْغَرُورُ). (الحديد / ١٤)
جمع الآيات وتفسيرها
الآمال البعيدة :
إنّ «الأماني» جمع «أمنية» وتطلق على الحالة النفسية التي تعرض للإنسان من جراء تمنيه لشيءٍ ما (١) ، والجدير بالذكر أنّ الأماني المعقولة والمنطقية ليست نقصاً ، بل هي عامل لتقدم البشر وبناء مستقبل أفضل لهُ من الحاضر ، إنّما النقص في الآمال البعيدة وغير المنطقية ، ولهذا يفسرون الأماني في موارد كهذه بالمعنى الثاني ، حيث تجعلُ الإنسان في غفلة وتسدل حجاباً من الظلمة على قلبه.
ويقول ابن الأثير : إنّ التمني يعني تشهّي حصول الأمر وكذلك يطلق على ما يخطر على النفس بالنسبة للمستقبل ، كما أنّ «مُنْية» و «الامْنيّة» وردتا بمعنى واحد (٢) ، إلّاأنّ بعضاً فسّر «الأمنية» بالكذب ، ذلك لأنّ الكاذب يُقدّر أمراً في قلبه ثم يحدّث به (٣).
يقول الراغب : لما كان الكذب تصوّر ما لا حقيقة له صار التمني كالمبدأ للكذب فصحّ أن يُعبّر عن الكذب بالتمنّى.
وادّعى البعض : أنّ معنى هذه المفردة في الأصل هو التقدير والفرض والتصوير (٤) ،
__________________
(١). مفردات الراغب ، وينبغي الالتفات إلى أن الأماني جمع أمنية ، أمّا مُنى فجمع منية.
(٢). لسان العرب.
(٣). المنجد مادة (مني).
(٤). مجمع البحرين للطريحي.