وهو كالحجاب الذي يغطي القلب ويعميه؟ والأسوأ أنّه لا يكفر فحسب ، بل يفتخر بكفره ، وقد شهد التاريخ الكثير من هؤلاء.
وخلاصة الحديث ، إنّ القرآن يعدُّ الذنوب والمعاصي من موانع المعرفة ، وهذه حقيقة ملموسة ومجربة عند كثير من الناس ، فبمجرّد صدور ذنب أو معصية منهم يشعرون بظلمات خاصة في قلوبهم ، وإذا ما مالوا إلى الطهارة والتقوى يشعرون بأنوار ترتاح لها قلوبهم.
* *
توضيح :
إنّ الذنب حجاب في الروايات الإسلامية
لقد انعكست هذه الحقيقة في الروايات الإسلامية بشكل واسع نذكر هنا نماذج منها :
١ ـ جاء في حديث للرسول الأعظم صلىاللهعليهوآله يقول فيه :
«إنّ العبد إذا أخطأ خطيئة نكتت في قلبه نكتة سوداء فإذا هو نزع واستغفر الله وتاب صَقُل قلبه فإن عاد زيد فيها حتى تعلو على قلبه ، وهو الرّان (الرين) الذي ذكر الله في كتابه : (كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ) (١).
٢ ـ ونقرأ في حديث الإمام الصادق عليهالسلام : أنّه قال فيه :
«كان أبي يقول : ما من شيء أفسدُ للقلب من خطيئة ، إنّ القلب لَيُواقع الخطيئة فما تزال به حتى تغلب عليه فيصير أعلاه أسفله» (٢).
بديهي أنّ المراد من (أعلاه أسفله) تغير قدرة الإنسان على التمييز ـ بسبب الانس بالذنوب ـ حيث يرى الحسن قبحاً والقبح حسناً ، وهي أخطر مرحلة.
٣ ـ وقد جاء في حديث آخر للإمام الصادق عليهالسلام أيضاً يقول فيه :
__________________
(١). تفسير القرطبي ، ج ١٠ ، ص ٧٠٥٠ ، روح المعاني ، تفسير ج ٣ ، ص ٧٣ ، وتفسير الكبير ، ج ٣١ ، ص ٩٤.
(٢). اصول الكافي ، ج ٢ باب الذنوب ، ح ١.