«لَوْلا أَنَّ بَنِي اميَّةَ وَجَدُوا مَنْ يَكْتُبُ لَهُم ويُجْبِي لَهُمْ الفَيءَ وَيُقاتِلُ عَنْهُمْ وَيَشْهَدُ جَماعَتَهُمْ لَما سَلَبُونا حَقَّنا» (١).
توضيحان :
١ ـ «المستضعفون» و «المستكبرون» في القرآن المجيد
تحدث القرآن المجيد مراراً عن المستكبرين «والمستضعفين» وهو موضوع مهم وجدير بالانتباه ويمكن أن يشكل أحد المباحث المستقلة في التفسير الموضوعي ، إلّاأنّه ينبغي هنا الإشارة إليه بصورة عابرة مع بيان الآيات التي وردت في هذا البحث.
يقول الراغب في مفرداته : إنّ الكبر والتكبر والاستكبار لها معانٍ متقاربة ، ثم يضيف : إنّ للاستكبار معنيين أحدهما : أن يتحرّى الإنسان ويطلب أن يصير كبيراً وذلك متى كان على ما يجب وفي المكان الذي يجب وفي الوقت الذي يجب والثاني أن يتشبّه فيظهر من نفسه ما ليس له وهذا هو المذموم وعلى هذا ما ورد في القُرآن ، وهو قوله تعالى : (أبَى وَاسْتَكْبَرَ). (البقرة / ٣٤)
ثم يضيف الراغب : قابلَ المستكبرين بالضعفاء تنبيهاً إلى أنّ استكبارهم كان بما لهم من القوة من البدن والمال (٢).
إنّ الاستضعاف يقابل الاسكتبار وهو يعني طلب الضعف وقلة الحيلة ، لكن بما أنّ هذه المادة غالباً ما تستعمل في القرآن بصفة (فعل مبني للمجهول) أو (اسم مفعول) ، فتعني الضعف الذي فرض عليهم من قبل المستكبرين.
وقد استعملت في القرآن بصيغة الفعل المبني للمعلوم كما جاء ذلك في فرعون الذي استضعف بني اسرائيل :
(انَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِى الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعاً يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِّنْهُم). (القصص / ٤)
__________________
(١). بحار الأنوار ، ج ٧٢ (٧٥) ، ص ٣٧٥ ؛ سفينة البحار ، ج ٢ ، ص ١٠٧ مادة (ظلمة).
(٢). مفردات الراغب ، مادة (كبر).