والانحرافات في حساباتهم الاجتماعية.
إنّ الملوك والقادة الجبارين أينما دخلوا أفسدوا ، وذلك لاستغلال الضعف والعجر الفكري لدى بعض الناس ، كما جاء ذلك في القرآن على لسان ملكة سبأ : (قَالَتْ انَّ الْمُلُوْكَ اذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ اهْلِهَا اذِلَّةً وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ). (النمل / ٣٤)
وبالرغم من أنّ هذا الحديث تفوهت به ملكة ظالمة ، إلّاأنّ ذكره في القرآن من دون أي نقدٍ من جهة ، وصدوره من شخصية ظالمة وخبيرة بما عليه الظّلَمَة من أمثالها من جهة اخرى دليل على واقعية هذا الحديث الشبيه بالاعتراف.
ولهذا أرادت ملكةُ سبأ أن تختبر سليمان هل هو ملك أو نبي حقاً؟ فأرسلت إليه هدايا كي تعرف ردّ فعله تجاهها ، وذلك لأنّها تعرف أنّ أفكار الملوك وقلوبهم رهن الهدايا والذهب والفضة والشأن والمقام ، بينما الأنبياء لا يهمهم شيءٌ سوى صلاح الامم.
٢ ـ حجاب الأصدقاء الضالين
(وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِى اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً* يَا وَيْلَتى لَيْتَنِى لَمْ أَتَّخِذْ فُلَاناً خَلِيلاً* لَقَدْ أَضَلَّنِى عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ اذْ جَاءَنِى وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولا). (الفرقان / ٢٧ ـ ٢٩)
جمع الآيات وتفسيرها
إنّ هذه الآيات تشرح مشهداً من مشاهد يوم القيامة ، وهي لحظات تأسف الظالمين وتأثرهم من أعمالهم إلى درجة حيث يعضون على أيديه.
إنّ تعبير «يعضّ» من مادة «عضّ» ومعناها واضح ، والتعبير ب (يعضّ) في العربية