وَأَمْلَى لَهُمْ). (محمد / ٢٥)
٧ ـ (يَا ايُّهَا النَّاسُ انَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌّ فَلَاتَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللهِ الْغَرُورُ). (فاطر / ٥)
شرح المفردات :
كلمة «الشيطان» خلافاً لما يظنّ البعض ـ ليس اسماً خاصاً بابليس وعلماً له ، بل له مفهوم عام ، وعلى ما يُصطلح عليه فهو «اسم جنس» يشمل كل موجود متمرد وباغ ومخرّب ، سواء كان من الجن أو الانس أو شيئاً آخر.
وهنالك قولان في أصل هذه المفردة :
القول الأول هو القائل بأنه من مفردة «شُطُون» أي البُعد ، ولهذا قيل للبئر العميق والبعيد قعره عن متناول الأيدي «شَطون» ، ويقول «خليل بن أحمد» : إنّ شَطَن تعني الحبل الطويل ، وبما أنّ الشيطان بعيد عن الحق وعن رحمة الله استعملت هذه المفردة فيه.
والقول الثاني هو القائل بأنه من مادة «شَيْط» ويعني الالتهاب والاحتراق غضباً ، وبما أنّ الشيطان خلق من نار واشتعل غضباً عندما أُمر بالسجود إلى آدم عليهالسلام أطلقت هذه المفردة عليه وعلى الموجودات الاخرى من أمثاله (١).
«الغَرور» : من مادة «غُرور» أي الخدعة والحيلة والغفلة عند اليقظة ، وقد اطلقت هذه المفردة على الشيطان لأنّه يغرّ الناس بخدَعِه وحِيَله ويخرجهم عن الطريق الصواب ، ويغيّر رؤيتهم للحق والباطل.
«الغَرور» : كل شيء يغرّ ويخدع ، وهو أعمّ من المال والمقام والشهوة والشيطان ، وإذا فسّر أحياناً بالشيطان فقط فذلك لأنّه أخبث الخادعين والماكرين.
أمّا «التسويل» فمن مادة «سُؤْلَ» وفي الأصل يعني الحاجة والامنية التي ترغب النفس
__________________
(١). التحقيق في كلمات القرآن الحكيم ؛ مفردات الراغب ؛ لسان العرب ومجمع البحرين مادة (شيطان).