١ ـ علاقة التقوى بالمعرفة
في البداية نتأمل خاشعين في الآيات المباركة التالية :
١ ـ (الم* ذلِكَ الْكِتَابُ لَارَيْبَ فِيْهِ هُدىً لِّلْمُتَّقِينَ). (البقرة / ١ ـ ٢)
٢ ـ (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا انْ تَتَّقُوا اللهَ يَجْعَلْ لَّكُمْ فُرْقَاناً). (الأنفال / ٢٩)
٣ ـ (وَاتَّقُوا اللهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللهُ وَاللهُ بِكُلِّ شَىْءٍ عَلِيمٌ). (البقرة / ٢٨٢)
٤ ـ (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفِلَينِ مِنْ رَّحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَّكُمْ نُوراً تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ). (الحديد / ٢٨)
* *
شرح المفردات :
إنّ «التقوى» من مادة «وِقاية» وتعني ـ كما يقول الراغب في مفرداته ـ حفظ الشيء من الآفات.
ثم يضيف : إنّ التقوى بمعنى حفظ الروح والنفس ممّا يخشى مضرته ، ثم اطلقت على الخوف ، كما أنّ التقوى في الشرع تطلق على التحفظ من المعاصي ، وكمالها ترك بعض المباحات المشكوكة (١).
ولباقي أئمّة اللغة تعابير تشبه ما جاء في المفردات ، فقد فسرها بعض بالصيانة (٢) ، وبعض اخر ب «الامتناع عن القبائح والأهواء» (٣).
وقد نقل عدد من المفسرين حديثاً عن بعض الصحابة أنّهم سألوا عن حقيقة التقوى فاجابوا :
__________________
(١). مفردات الراغب مادة (وقى).
(٢). لسان العرب نفس المادة.
(٣). مجمع البحرين ، نفس المادة ، كما ينبغي الالتفات إلى أن أصل مفردة التقوى هو «وَقى» فانقلبت الواو تاءً ، كما ذكر ذلك الخليل بن أحمد في كتابه «العين».