٢ ـ التأكيد المتواصل على عدم ترك التفكر
تارة يقول سبحانه : (أَفَلَا تَتَفَكَّرُونَ). (الأنعام / ٥٠)
وتارة يقول بعد بيان الآيات الإلهيّة المختلفة الأعم من التكوينية والتشريعية : (لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ) (لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ). (البقرة / ٢١٩) و (الاعراف / ١٧٦)
وأحياناً يقول : (أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا). (الروم / ٨)
كل هذه الآيات تدلّ على ضرورة التفكر ، وهذه الضرورة في التفكر تدلّ على إمكان المعرفة (١).
٣ ـ التأكيد على لزوم التعليم والتعلم
جاء في سورة التوبة :
(فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَائِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُوا فِى الدِّيْنِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِم لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ). (التوبة / ١٢٢)
هذه الآية الكريمة لا تؤكد على تعلّم الدين الإلهي فحسب بل تحث على تعليمه ونشره بعد تعلمه أيضاً.
والتعبير ب (نفر) تطلق على الخروج إلى ميدان الجهاد وقد استعمل في الآيات القرآنية الاخرى بهذا المعنى وعلى هذا فإنّ أفراد الأُمة الإسلامية في غير الحالات الضرورية لا يجوز لهم الخروج بأجمعهم إلى ساحة القتال ، بل ينبغي على مجموعة منهم أنْ تبقى في المدينة لتتعلم الأحكام الإلهيّة وتعلّمها للآخرين بعد رجوعهم.
__________________
ـ كل مسلم ومسلمة) المروي عن النبي صلىاللهعليهوآله شاهد واضح على هذا المعنى ، بحار الأنوار ، ج ٦ ، ص ١١٧ ، والإمام الصادق عليهالسلام : «طلب العلم فريضة على كل حال» ، ج ٢ ، ص ١٧٢.
(١). جاء في حديث عن النبي صلىاللهعليهوآله : «اغدُ عالماً أو متعلماً أو مستمعاً أو محبّاً ولا تكن الخامس» المحجة ، ج ١ ، ص ٢٢.