وسائل رهيبة لم يدنُ إلى مستوى وحشيته أيٌّ من الحيوانات المفترسة ، كما نشاهد نماذجه في عصرنا الحاضر عند أُناس بعيدين عن الله والبشرية (١).
٢٨ ـ الجهل عمى
(افَمَنْ يَعْلَمُ انَّمَا انْزِلَ الَيْكَ مِنْ رَّبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ اعْمَى انَّمَا يَتَذَكَّرُ اولُوا الْالْبَابِ). (الرعد / ١٩)
تضع الآية الكريمة العلماء وذوى الفكر في مقابل العُمي ، والتقابل هذا يكشف عن أنّ العمى والجهل سواء ، وقد جاء هذا المعنى في آيات اخرى بأسلوب آخر :
(وَمَا يَسْتَوِى الْاعْمَى وَالْبَصِيرُ* وَلَا الظُّلُمَاتُ وَلَا النُّورُ* وَلا الظِّلُّ وَلَاالحَرُورُ* وَمَا يَسْتَوِى الْأَحْيَاءُ وَلَا الْأَمْوَاتُ ...) (٢). (فاطر / ١٩ ـ ٢٢)
٢٩ ـ الحياة مع الجهل هي أرذل العمر
(وَمِنْكُمْ مَّنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلَا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا ...). (الحجّ / ٥)
وقد جاء في سورة النحل الآية ٧٠ نفس ما جاء في هذه الآية من معنىً مع اختلاف ضئيل.
إنَّ كلمة «أرذل» مشتقة من مادة «رذل» وتعني الموجود الضال ، كما في كثير من معاجم اللغة مثل «المقاييس» و «صحاح اللغة» و «المفردات» وغيرها ، وبتعبير آخر الشيء الذي لا يُعتنى به أو لا قيمة له.
__________________
(١). يقول أمير المؤمنين عليهالسلام : «الجهل مطية شموس من ركبها زلَّ ومن صحبها ضلَّ». (غرر الحكم ، ج ١ ، ص ٨٥).
(٢). يقول الرسول الأكرم صلىاللهعليهوآله : «من لم يصبر على ذلّ التعلم ساعة بقي في ذل الجهل أبداً». (بحار الأنوار ، ج ١ ، ص ١٧٧).