وأمّا كلمة «افئدة» جمع «فؤاد» وتعني القلب ـ كما يقول الراغب ـ إلّاأنّ الفؤاد يطلق على القلب الذي له حالة إنارة وإضاءة ، وهذا أمرٌ ملفت للنظر حيث يعد الله القلب المنَّور والمنير من مواهبه ، وجدير بالذكر أنّ صاحب «لسان العرب» ذكر أنّ أصلها جاء من «فأد» على وزن «وَعْد» ويعني المشوي ، وعلى هذا تكون كلمة «فؤاد» إشارة إلى العقول التي تتحلى بالأفكار الناضجة!
* *
جمع الآيات وتفسيرها
في الآية الاولى يدعو الله الإنسان إلى الالتفات إلى السموات والأرض وجمالهما وكيفية بنيانهما والنظام الذي يتحكم بهما وإحكامهما واتقانهما وخلوهما من العيب.
وفي الآية الثانية يدعو الله الناس إلى مشاهدة نظام السموات والأرض والكائنات ، وذلك لإيقاظ القلوب للسير في طريق التوحيد ومعرفة الخالق.
والآية الثالثة تلقي نظرة من السماء إلى الأرض حيث تلفت نظر الإنسان إلى شيئين : أحدهما خلق الإبل وعجائب هذا الخلق (بالخصوص لُاناس يعيشون في محل نزول القرآن).
والآخر تسطيح الأرض بحيث تصلح الحياة عليها ، ويعتبر القرآن المشاهدة في جميع هذه المراحل منبعاً مهماً للمعرفة.
وفي الآية الرابعة والتي يخاطب الله فيها الرسول الأعظم صلىاللهعليهوآله يلفت نظره إلى مسألة نزول الغيث وإحياء الأرض بعد موتها ويقول له : (فانظر إلى آثار رحمة الله كيف يحيي الأرض بعد موتها).
وفي الآية الخامسة يشير الله إلى مبدأ خلق الإنسان وأنّه يجب أن ينظر من أي شيءٍ خُلِقَ؟ قد خلق من ماء دافق ، ويذكر المشاهدة هنا كوسيلة للمعرفة كذلك.
وفي الآية السادسة يأمر الله الإنسان بأن ينظر إلى غذائه وطعامه كيف نبت وشق الأرض