له رجل منهم يقال له بيحرة بن فراس : والله لو أني أخذت هذا الفتى من قريش لأكلت به العرب ، ثم قال له : أرأيت إن نحن بايعناك على أمرك ، ثم أظهرك الله على من خالفك ، أيكون لنا الأمر من بعدك ؟
قال : الأمر الى الله ، يضعه حيث يشاء .
قال فقال له : أفنهدف نحورنا للعرب دونك ، فإذا أظهرك الله كان الأمر لغيرنا ! لا حاجة لنا بأمرك ! فأبوا عليه .
فلما صدر الناس ، رجعت بنو عامر الى شيخ لهم ، قد كانت أدركته السن حتى لا يقدر أن يوافى معهم المواسم ، فكانوا إذا رجعوا إليه حدثوه بما يكون في ذلك الموسم ، فلما قدموا عليه ذلك العام سألهم عما كان في موسمهم ، فقالوا : جاءنا فتىً من قريش ثم أحد بني عبد المطلب ، يزعم أنه نبي يدعونا الى أن نمنعه ونقوم معه ونخرج به الى بلادنا ، قال : فوضع الشيخ يديه على رأسه ، ثم قال : يا بني عامر هل لها من تلافٍ ؟! هل لذناباها من مُطَّلب ؟! والذي نفس فلانٍ بيده ما تقوَّلها إسماعيليٌّ قط ، وإنها لحق ، فأين رأيكم كان عنكم ! انتهى .
ورواه الطبري في تاريخه : ٢ / ٨٤ ، وابن كثير في سيرته : ٢ / ١٥٨ ، وحكاه في الغدير : ٧ / ١٣٤ ، عن سيرة ابن هشام : ٢ / ٣٢ ، والروض الأنف : ١ / ٢٦٤ ، وبهجة المحافل لعماد الدين العامري ١ / ١٢٨ ، والسيرة الحلبية : ٢ / ٣ ، وسيرة زيني دحلان : ١ / ٣٠٢ ، بهامش الحلبية ، وحياة محمد لهيكل / ١٥٢ .
وأما حديث قبيلة كندة ، فرواه ابن كثير في سيرته : ٢ / ١٥٩ قال :
قال عبد الله بن الأجلح : وحدثني أبي عن أشياخ قومه ، أن كندة قالت له : إن ظفرت تجعل لنا الملك من بعدك ؟
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن الملك لله ، يجعله حيث يشاء .
فقالوا : لا حاجة لنا فيما جئتنا به ! . انتهى .
وأما حديث عامر بن الطفيل شيخ مشايخ قبائل غطفان ، فرواه ابن كثير أيضاً في سيرته : ٤ / ١١٤ ، قال :