عن ابن عباس أن أربد بن قيس بن جزء بن خالد بن جعفر بن كلاب ، وعامر بن الطفيل بن مالك ، قدما المدينة على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فانتهيا إليه وهو جالس ، فجلسا بين يديه : فقال عامر بن الطفيل :
ـ يا محمد ، ما تجعل لي إن أسلمت ؟
ـ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لك ما للمسلمين وعليك ما عليهم .
ـ قال عامر : أتجعل لي الأمر إن أسلمت ، من بعدك ؟
ـ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ليس ذلك لك ، ولا لقومك ، ولكن لك أعنة الخيل .
ـ قال : أنا الآن في أعنة خيل نجد ، إجعل لي الوَبَر ، ولك المَدَر .
ـ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا .
ـ فلما قفل من عنده ، قال عامر : أما والله لأملأنها عليك خيلاً ورجالاً !
ـ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يمنعك الله .
ـ وفي ص ١١٢ ، قال : وكان عامر بن الطفيل قد أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : أخيرك بين ثلاث خصال : يكون لك أهل السهل ويكون لي أهل الوبر ، وأكون خليفتك من بعدك ، أو أغزوك بغطفان بألف أشقر وألف شقراء !
قال فطَعَن ( أصيب بالطاعون ) في بيت امرأة فقال : أغُدَّةٌ كغدة البعير ، وموتٌ في بيت امرأة من بني فلان ! ( وفي رواية في بيت سلولية ) ائتوني بفرسي ، فركب ، فمات على ظهر فرسه ! . انتهى .
الدليل الثاني : أن بيعة النبي صلىاللهعليهوآله للأنصار تضمنت ثلاثة شروط :
الأول : أن يحموه مما يحمون منه أنفسهم .
الثاني : أن يحموا أهل بيته وذريته مما يحمون منه أهل بيوتهم وذراريهم .
الثالث : أن لا ينازعوا الأمر أهله .
وهذا يعني أن يطيعوا من يختاره الله تعالى للقيادة بعد نبيه صلىاللهعليهوآله ، وأن مبدأ الإختيار الالۤهي للأئمة بعد النبي صلىاللهعليهوآله كان مفروغاً عنه من أول الرسالة .