وقد وفت الأنصار بالشرط الأول خير وفاء ، ولكنها حنثت بالشرطين الأخيرين حنثاً سيئاً مع الأسف !
ـ ففي صحيح البخاري : ٨ / ١٢٢
عن عبادة بن الصامت قال : بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة في المنشط والمكره ، وأن لا ننازع الأمر أهله ، وأن نقوم أو نقول بالحق حيثما كنا ، لا نخاف في الله لومة لائم .
ـ ورواه مسلم : ٦ / ١٦ والنسائي : ٧ / ١٣٧ ، بعدة روايات ، وعقد باباً بعنوان ( باب البيعة على أن لا ننازع الأمر أهله )
ـ ورواه ابن ماجة : ٢ / ٩٥٧ ، وأحمد : ٥ / ٣١٦ ، وفي ص ٤١٥ وقال ( قال سفيان : زاد بعض الناس : ما لم تروا كفراً بواحاً ) . ورواه البيهقي في سننه : ٨ / ١٤٥
ورووا روايات فيها الزيادة التي ذكرها سفيان ، وزيادة أخرى .. كما في صحيح البخاري : ٨ / ٨٨ قال : دعانا النبي صلى الله عليه وسلم فبايعنا ، فقال فيما أخذ علينا أن بايعنا على السمع والطاعة في منشطنا ومكرهنا ، وعسرنا ويسرنا ، وأثرة علينا ، وأن لا ننازع الأمر أهله ، إلا أن تروا كفراً بواحاً ، عندكم من الله فيه برهان . انتهى .
ورواه البيهقي في سننه : ٨ / ١٤٥
ـ وروى أحمد في مسنده : ٥ / ٣٢١ : عن عبادة بن الصامت قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : عليك السمع والطاعة ، في عسرك ويسرك ، ومنشطك ومكرهك ، وأثرة عليك ، ولا تنازع الأمر أهله ، وإن رأيت أنه لك . انتهى .
وهاتان الزيادتان محل شكٍ ، لأن البيعة كانت قبل الهجرة ، ولم يكن فيها استثناء من الطاعة ، ولم تكن مسألة إثرة القرشيين على الأنصار مطروحة أبداً إلا بعد بيعة أبي بكر ، واعتراض رئيس الأنصار صاحب السقيفة سعد بن عبادة ، وما جرى له .. وهذا يوجب الاطمئنان بأن زيادتي الإستثناء والأثرة نشأتا من جو علاقة الأنصار مع الخلافة القرشية بعد وفاة النبي صلىاللهعليهوآله .