ويلاحظ أن الصحاح القرشية أكثرت من رواية شرط النبي صلىاللهعليهوآله على الأنصار أن لا ينازعوا الأمر أهله ، لأجل أن تحتج عليهم بأنهم لا سهم لهم في الخلافة القرشية .. ولكنها لم تروِ شرط النبي صلىاللهعليهوآله على الأنصار أن يمنعوا أهل بيته وذريته مما يمنعون منه أهليهم ، لأن ذلك في غير مصلحة الخلافة القرشية ، التي هاجمت بيت فاطمة وعلي عليهماالسلام ، وأشعلت فيه النار لتحرقه بمن فيه ، إن لم يخرجوا ويبايعوا !
ـ قال في مجمع الزوائد : ٦ / ٤٩
عن عبادة بن الصامت أن أسعد بن زرارة قال : يا أيها الناس ، هل تدرون على ما تبايعون محمداً صلى الله عليه وسلم ؟ إنكم تبايعونه أن تحاربوا العرب والعجم ، والجن والإنس ! فقالوا : نحن حرب لمن حارب ، وسلم لمن سالم .
قالوا : يا رسول الله إشترط .
قال : تبايعوني على أن : تشهدوا أن لا إله إلا الله ، وأني رسول الله ، وتقيموا الصلاة وتؤتوا الزكاة ، والسمع والطاعة ، وأن لا تنازعوا الأمر أهله ، وأن تمنعوني مما تمنعون منه أنفسكم وأهليكم .
وعن حسين بن علي قال : جاءت الأنصار تبايع رسول الله صلى الله عليه وسلم على العقبة فقال : يا علي قم فبايعهم ، فقال علي : ما أبايعهم يا رسول الله ؟
قال : على أن يطاع الله ولا يعصى ، وعلى أن تمنعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأهل بيته وذريته ، مما تمنعون منه أنفسكم وذراريكم . انتهى .
وستأتي روايته من مصادر أخرى في ( مهمة نبينا صلىاللهعليهوآله في التبليغ ) .
الدليل الثالث : حديث الدار المعروف ، الذي ورد في تفسير قوله تعالى ( وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ ) .
ولا بد
هنا من التنبيه على أمرٍ مهم ، وهو أن مدوني السيرة النبوية الشريفة طمسوا مرحلة دعوة بني هاشم من السيرة ، مع أنها منصوصة في القرآن ، واخترعوا بدلها مرحلة ما قبل بيت الأرقم ، وما بعد بيت الأرقم ... ورووا فيها الصحيح وغير