الى المضيق ألقوا عليه ما استطاعوا من صخورٍ لتنحدر بقوةٍ وتقتله ، ثم يفرون ويضيعون أنفسهم في جيش المسلمين ، ويبكون على الرسول ، ويأخذون خلافته !
وقد تركهم الله تعالى ينفذون خطتهم ، حتى إذا بدؤوا بدحرجة الصخور ، جاء جبرئيل وأضاء الجبل عليهم ، فرآهم الرسول صلىاللهعليهوآله وناداهم بأسمائهم ، وأراهم لمرافقيْه المؤمنيْن : حذيفة بن اليمان وعمار بن ياسر ، وأشهدهما عليهم ، فسارع المنافقون ونزلوا من الجهة الثانية من الجبل ، وضيعوا أنفسهم في المسلمين !!
أما لماذا لم يعلن الرسول أسماءهم ؟!
فلا جواب إلا أنهم من قريش ، ومن المعروفين فيها .. وإعلان أسمائهم يعني معاقبتهم ، ومعاقبتهم تعني خطر ارتداد قريش عن الإسلام ، وإمكان إقناعها بعض قبائل العرب بالإرتداد ، بحجة أن محمداً أعطى كل شئ من بعده لبني هاشم ، ولم يعط لقريشٍ والعرب شيئاً !
وهذا يعني السمعة السيئة للإسلام ، وأن نبيه صلىاللهعليهوآله بعد أن آمن به أصحابه اختلف معهم ، وقاتلهم وقاتلوه !
ويعني الحاجة من جديد الى بدرٍ وأحدٍ والخندق وفتح مكة !
ولن تكون نتائج هذه الدورة للإسلام أفضل من الدورة الأولى !
فالحل الإلۤهي هو : السكوت عنهم ماداموا يعلنون قبول الإسلام ، ونبوة الرسول صلىاللهعليهوآله ، وينكرون فعلتهم .
ومن الملاحظ أن روايات مؤامرة العقبة ذكرت أسماء قرشية معروفة ، وقد ضعَّفها رواة قريش طبعاً ، لكن أكثرهم وثقوا ابن جميْع وغيره من الرواة الذين نقلوا عن حذيفة بن اليمان أسماء هؤلاء الزعماء المشاركين فيها !
كما أنهم رووا عن حذيفة وعمار رواياتٍ فاضحةٍ لبعض الصحابة الذين كانوا يسألونهما عن أنفسهم : هل رأياهم في الجبل ليلة العقبة ؟! ويحاولون أن يأخذوا منهما براءةً من النفاق والمشاركة في المؤامرة !