عبد الله ، وهو رجل ربعة مشرب بحمرة ، يفرج الله به عن هذه الأمة كل كرب ويصرف بعدله كل جور ، ثم يلي الأمر بعده اثنا عشر رجلاً ، ستة من ولد الحسن وخمسة من ولد الحسين ، وآخر من غيرهم ، ثم يموت فيفسد الزمان .
وعن كعب الأحبار : يكون اثنا عشر مهدياً ، ثم ينزل روح الله فيقتل الدجال .
قال : والوجه الثالث : أن المراد وجود اثني عشر خليفة في جميع مدة الإسلام الى يوم القيامة ، يعملون بالحق وإن لم تتوال أيامهم .
ويؤيده ما أخرجه مسدد في مسنده الكبير ، من طريق أبي بحر أن أبا الجلد حدثه أنه لا تهلك هذه الأمة حتى يكون منها اثنا عشر خليفة كلهم يعمل بالهدى ودين الحق ، منهم رجلان من أهل بيت محمد ، يعيش أحدهما أربعين سنة والآخر ثلاثين سنة . وعلى هذا فالمراد بقوله : ثم يكون الهرج ، أي الفتن المؤذنه بقيام الساعة ، من خروج الدجال ثم يأجوج ومأجوج الى أن تنقضي الدنيا . انتهى كلام بن الجوزي ملخصاً بزيادات يسيرة . ( وتابع ابن حجر : )
والوجهان الأول والآخر قد اشتمل عليهما كلام القاضي عياض ، فكأنه ما وقف عليه ، بدليل أن في كلامه زيادة لم يشتمل عليها كلامه .
وينتظم من مجموع ما ذكراه أوجه ، أرجحها الثالث من أوجه القاضي لتأييده بقوله في بعض طرق الحديث الصحيحة : كلهم يجتمع عليه الناس .
وإيضاح
ذلك أن المراد بالإجتماع انقيادهم لبيعته . والذي وقع أن الناس اجتمعوا على أبي بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي ، الى أن وقع أمر الحكمين في صفين فسمى معاوية يومئذ بالخلافة ، ثم اجتمع الناس على معاوية عند صلح الحسن ، ثم اجتمعوا على ولده يزيد ، ولم ينتظم للحسين أمر بل قتل قبل ذلك ، ثم لما مات يزيد وقع الإختلاف ، الى أن اجتمعوا على عبد الملك بن مروان بعد قتل بن الزبير ، ثم اجتمعوا على أولاده الأربعة : الوليد ثم سليمان ثم يزيد ثم هشام ، وتخلل بين سليمان ويزيد عمر بن عبد العزيز ، فهؤلاء سبعة بعد الخلفاء الراشدين . والثاني