القسم في سورة الليل
حلف سبحانه في سورة الليل بأُمور ثلاثة : ( اللَّيْلِ إِذَا يَغْشَىٰ ) ، ( النَّهَارِ إِذَا تَجَلَّىٰ ) و ( مَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالأُنثَىٰ ).
وقال سبحانه : ( وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَىٰ * وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّىٰ * وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالأُنثَىٰ * إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّىٰ ) (١).
١. ( وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَىٰ ) أقسم بالليل إذا يغشى النهار ، أو يغشى الأرض ، ويدل على الأوّل ، قوله : ( يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ ) (٢) بمعنى يأتي بأحدهما بعد الآخر ، فيجعل ظلمة الليل بمنزلة الغشاوة للنهار ويحتمل المعنى الثاني ، كما في قوله في سورة الشمس : ( وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا ).
٢. ( وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّىٰ ) عطف على الليل ، والتجلّي ظهور الشيء بعد خفائه ، وقد جاء الفعل في الآية الأُولى بصيغة المضارع وفي الآية الثانية بصورة الماضي وفقاً لسورة الشمس كما مرّ.
٣. ( وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالأُنثَىٰ ) و « ما » موصولة كناية عن الخالق البارئ
__________________
(١) الليل : ١ ـ ٤.
(٢) الأعراف : ٥٤.