القسم في سورة الضحىٰ
حلف سبحانه في تلك السورة بأمرين ، أحدهما الضحى ، والآخر : ( اللَّيْلِ إِذَا سَجَىٰ ) ، وقال : ( وَالضُّحَىٰ * وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَىٰ * مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَىٰ * وَلَلآخِرَةُ خَيْرٌ لَّكَ مِنَ الأُولَىٰ * وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَىٰ ) (١).
المراد من الضحىٰ وقت الضحى ، وهو صدر النهار حتى ترتفع الشمس وتلقي شعاعها ، قال سبحانه : ( وَأَن يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحًى ) (٢).
وقوله : ( وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَىٰ ) أي والليل إذا سكن ، يقال : سجى البحر سجواً ، أي سكنت أمواجه ، ومنه استعير تسجية الميت ، أي تغطيته بالثوب ، والمراد إذا غطى الليلُ وجه الأرض وعمّت ظلمتُه جميع أنحاء البسيطة. هذا هو المقسم به.
وأمّا المقسم عليه : فهو ما جاء عقبه ، أي ما تركك يا محمد ربّك وما أبغضك منذ اصطفاك. ( وَلَلآخِرَةُ خَيْرٌ لَّكَ مِنَ الأُولَىٰ ) أي ثواب الآخرة والنعيم الدائم فيها خير لك من الدنيا الفانية. ( وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَىٰ ) أي
__________________
(١) الضحى : ١ ـ ٥.
(٢) طه : ٥٩.