القسم في سورة العاديات
حلف سبحانه في هذه السورة بأُمور ثلاثة : العاديات ، الموريات ، المغيرات. قال سبحانه : ( وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا * فَالمُورِيَاتِ قَدْحًا * فَالمُغِيرَاتِ صُبْحًا * فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا * فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعًا * إِنَّ الإِنسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ * وَإِنَّهُ عَلَىٰ ذَٰلِكَ لَشَهِيدٌ * وَإِنَّهُ لِحُبِّ الخَيْرِ لَشَدِيدٌ ) (١).
( الْعَادِيَاتِ ) من العدو وهو الجري بسرعة. « الضبح » صوت أنفاس الخيل عند عدوها ، وهو المعهود المعروف من الخيل ، ومعنى الآية أُقسم بالخيل التي تعدو وتضبح ضبحاً.
( فَالمُورِيَاتِ قَدْحًا ) فالموريات من الايراء وهو إخراج النار ، و « القدح » الضرب ، يقال : قدح فأورىٰ : إذا أخرج النار بالقدح ، والمراد بها الخيل التي تخرج النار بحوافرها حين ضربها الأحجار.
( فَالمُغِيرَاتِ صُبْحًا ) الإغارة : الهجوم على العدو بغتة بالخيل ، وهي صفة أصحاب الخيل ونسبتها إلى الخيل بالمجاز والمناسبة ، والمعنى : أُقسم بالخيل المغيرة علىٰ العدو بغتة في وقت الصبح.
( فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا ) والنقع : الغبار ، والمراد إثارة الغبار حين العدو ، لما في
__________________
(١) العاديات : ١ ـ ٨.