الأمثال في القرآن
وقبل الخوض في المقصود نقدم أُموراً :
الأوّل : المثل في اللغة
يظهر من غير واحد من المعاجم ، كلسان العرب والقاموس المحيط ، أنّ للفظ « المثل » معاني مختلفة ، كالنظير والصفة والعبرة وما يجعل مثالاً لغيره يُحذا عليه إلىٰ غير ذلك من المعاني (١).
قال الفيروزآبادي : المِثْل ـ بالكسر والتحريك ـ الشبه ، والجمع أمثال ؛ والمَثَلُ ـ محرّكة ـ الحجة ، والصفة ؛ والمثال : المقدار والقصاص ، إلى غير ذلك من المعاني (٢).
ولكن الظاهر انّ الجميع من قبيل المصاديق ، وما ذكروه من باب خلط المفهوم بها وليس للّفظ إلا معنى أو معنيين ، والباقي صور ومصاديق لذلك المفهوم ، وممن نبَّه علىٰ ذلك صاحب معجم المقاييس ، حيث قال :
المِثْل والمثَل يدلاّن على معنى واحد وهو كون شيء نظيراً للشيء ، قال ابن
__________________
(١) لسان العرب : ١٣ / ٢٢ ، مادة مثل.
(٢) القاموس المحيط : ٤ / ٤٩ ، مادة مثل.