٥ ـ (قَالَ هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعَوْنَ* أَوْ يَنْفَعُوْنَكُمْ أَوْ يَضُرُّونَ ... فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِّى إِلَّا رَبَّ الْعَالَمِيْنَ). (الشعراء / ٧٢ ، ٧٣ ، ٧٧)
٦ ـ (فَإِنْ أَعْرَضُوْا فَقُلْ انْذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِّثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ). (فصلت / ١٣)
٧ ـ (قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ أَنْ تَقُومُوا للهِ مَثْنَى وَفُرادَى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِكُمْ مِّنْ جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلَّا نَذْيرٌ لَّكُمْ بَيْنَ يَدَى عَذَابٍ شَدِيدٍ). (سبأ / ٤٦)
* * *
جمع الآيات وتفسيرها
التحقيق من مسؤوليات الإنسان الأساسية :
الإنسان يحب الكمال ، ويعتبر هذا الحب خالداً عند كل الناس ، يبقى أنّ كل إنسان يرى كماله في شيء معين ، فيذهب نحوه ، والبعض يذهبون وراء السراب يحسبونه ماءً ويلهثون خَلْفَ القيم الوهمية والكمالات الخيالية ويتصورونها واقعاً.
قد يسمى هذا المبدأ أحياناً بـ «غريزة حب المنفعة ودفع الضرر» التي يجد الإنسان نفسه على ضوئها بأنّه ملزم أن يكون له تعامل جاد مع كل موضوع يتعلق بمصيره (بلحاظ النفع والضرر).
لكن إطلاق تعبير «غريزة» على هذا الحب يعدّ تعبيراً غير صحيح ، فالغريزة عادة تطلق على أمور تؤثر في أفعال البشر أو باقي الأحياء بدون تدخل التفكير ، ومن هنا تستعمل بالنسبة للحيوانات أيضاً.
وَعلى هذا الأساس فمن الأفضل أن نستخدم تعبير «الرغبات السامية» التي استعملها البعض لمثل هذه الموارد.
وعلى كل حال ، فالحب للكمال والميل نحو المصالح المعنوية والمادية ودفع كل أنواع الضرر يجبر الإنسان على التحقيق حتى في مواضع الاحتمال ، وكلما كان هذا الأحتمال أقوى ، وذلك النفع والضرر أعظم ، كان التحقيق والبحث أكثر ضرورة.