شرح المفردات :
حينما يتطرق بعض أرباب قواميس اللغة إلى مصطلح (النوم) يقولون إنَّ له مفهوماً معروفاً (١).
إلّا أنَّ الراغبَ يقول في كتاب المفردات :
النوم : فُسر على أوجه كلها صحيح بنظرات مختلفة ، قيل هو استرخاء أعصاب الدماغ برطوبات البخار الصاعد إليه ، وقيل هو أن يتوفى الله النفس من غير موت ، قال : «الله يَتَوفى الانفُس» الآية ، وقيل النوم موت خفيف والموت نوم ثقيل (٢).
و «النُّعاس» : «على وزن غُبار» ويعني النوم القليل والخفيف ، وفسَّره بعض على أنّه بداية النوم ، وهنا حيثُ يكون النومُ خفيفاً في بدايته فانَّ كلا المعنيين يعودان إلى حقيقةٍ واحدةٍ.
و «السبات» : مأخوذة من مادة «سَبْت» (على وزن ثَبْت) أي «القطع» ، ولهذا سُمِّيَ يومُ السبت بهذا الاسم في لغة العرب ، حيث كان يوماً لتعطيل الأعمال من أجل الراحةِ ، وممّا يظهر أنَّ هذه التسمية مستوحاةٌ من أفكار اليهود حيث يعتبرون يوم السبت عطلةً لهم ، وهذا ما يعتقد به اليهود ، إذ يقولون إنَّ الله تعالى بدأ خلقَ العالم يوم الأحد وانتهى بعد ستة أيّامٍ فكان يوم السبت نهايةً لخلق البشر وللراحة إلّاأنّنا نعلمُ أنَّ هذا من الأخطاء الفاضحة لليهود ، لأنَّه في الوقت الذي لم تكن هناك سماءٌ ولا أرضٌ ولا شمسٌ ولا قمرٌ لم يكن هناك وجود لليوم والاسبوع أيضاً وحينما يقول القرآن الكريم : (خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ فِى سِتَّةِ أَيَّامٍ) فالمقصود «ست مراحل».
وكلمة «السبت» جاءت بمعنى الراحةِ أيضاً (٣).
* * *
جمع الآيات وتفسيرها
النوم من آيات الله :
في الآية الاولى من البحث يَعُدُّ القرآن الكريمُ نومَ الإنسان في الليل والنهار أحدَ
__________________
(١) لسان العرب ج ١٢ ، ص ٥٩٥ ، مادة (نوم).
(٢) لسان العرب ، مادة (نوم).
(٣) مفردات الراغب ؛ مجمع البحرين ؛ لسان العرب.