تدور حول مركزها أيضاً (إِذ ذكَرُوا أنّ مدّة هذه الحركة في دورةٍ كاملةٍ تعادل ٢٥ يوماً ونصف اليوم) ، وفي هذه الحالة ستَكون اللام في (لِمُسْتَقرٍ لَهَا) بمعنى (في) أي أنّ الشمس تتحرك في مكانها (وطبعاً فقد اشكَلَ بعض المفسّرين على هذا التفسير باعتباره لا يتناسب مع مفهوم كلمة جريان).
الرابع : المقصود هو حركة الشمس في أبراج السماء على مدى أشهر السنة ، والتي تقابل في كل شهر أحد هذه الصور الفلكية الاثنا عشر ومن هنا تظهر السنة باثنتي عشر شهراً بعدد هذه الابراج (١) ، وعليه فانَّ المقصود من المستقر هو نهاية هذه الدورة.
الخامس والسادس : الحركتان اللتان اكتشفهما العلماء مؤخراً للشمس ، إحداهما مع مجموعة المنظومة الشمسية في دورتها حول مجرتنا التي تأخذها باتّجاه إحدى الصور الفلكية المعروفة ب (صورة الجاثي) الواقعة في جهة الشمال بالنسبة للشمس ، إذ تقطع أثناء هذه الحركة أكثر من (٦٠٠ مليون كم سنوياً) وهذا ما يشبه تماماً جلوس مجموعةٍ في طائرةٍ وانشغالهم بالدوران حول مركزٍ واحدٍ بينما تسير الطائرة بسرعةٍ نحو اتجاهٍ ما ، وقد تكون حركةُ الطائرة هادئة وخفيفة بالقدر الذي لا يحس الإنسان بهذه الحركة السريعة.
والحركة الاخرى هي دوران المنظومة الشمسية مع بقية المجرّات حول المركز الأصلي لهذه المجرّات التي نرتبط بها ، وممّا يثير العجب فقد ذكروا أنّ سرعة هذه الحركة المذهلة تقدر ب ٩٠٠ الف كيلو متر في الساعة (بل أكثر من ذلك قليلاً) (٢).
وطبقاً لهذا التفسير فانَّ المقصود من المستقر هو المستقر الذي تبلغه الشمس عند نهاية العالم وحلول القيامة ، حينها تصبح الشمس بلا ضياءٍ ويزول نظامها.
و (طبعاً) لا تتعارض هذه التفاسير مع بعضها ، فيمكن أن تجتمع كلُ هذه التفاسير الستة
__________________
(١) المقصود من «البرج» هنا مجموعة النجوم المتجمّعة والتي تكوِّنُ شكلاً خاصاً ، والابراج الاثنا عشر كما يلي : الحمل ، والثور ، والجوزاء ، والسرطان ، والأسد ، والسنبلة ، والميزان ، والعقرب ، والقوس ، والجدي ، والدلو ، والحوت.
(٢) راجعوا كتاب العوالم البعيدة ، ص ٢٩٣ ؛ وتسخير النجوم ، ص ٣٩٢.