الأرضية فيها (لأنّ قطر الأرض ليس أكثر من ١٢ ألف كيلو متر).
إنَّ هذه الحرارة لا تحصل بسبب الاحتراق ، وإلّا لو كانَ جرم الشمس قد صُنِعَ من الفحم الحجري الخالص لانتهت تماماً على مدى عدةِ آلاف من السنين كما يقول «جورج غاموف» في كتاب «تكوُّن وموت الشمس» ، ولا يبقى شيء سوى الرَّماد. فالحقيقة أنّ مفهوم الاحتراق لا يصدقُ بخصوص الشمس وما يصدقُ هو الطاقة الناتجة عن الانشطار النووي ، ولكن بهذا الحال وطبقاً للحسابات العلمية فانَّ كلَّ ثانيةٍ تمرُّ على الشمس ينقصُ من وزنها ٤ ملايين طن ، أَي إنَّ هذا المقدار من ذراتها يتحول إلى طاقةٍ ، فبالرغم من أنّ هذا الأمر ليس له تأثيرٌ على المدى القريب ، إلّاأنّه من المسلَّم به سيساعدُ في فناءِ الشمس على المدى البعيد ، وهذا ما صرَّحَ به القرآن الكريم في آياته ، حيث سيأتي اليوم الذي ينطفيءُ هذا المصباح السماوي العظيم المنير (١).
* * *
٢ ـ البركات العظيمة للشمس
مهما تحدثنا حول فوائد وجود هذا النجم السماوي وتأثيره البالغ في حياة الإنسان وبقية موجودات الأرض ، فإننا لا نستطيع أن نفي بالغرض ، وفي الحقيقة يمكنُ تأليف كتابٍ كبيرٍ في هذا المجال بالترتيب التالى :
١ ـ إنّ جاذبيةَ الشمس تؤدي إلى دوام استمرار الأرض في دورانها في مدارها الثابت وإلّا لسقطت في إِحدى زوايا هذا الفضاء اللا متناهي ككُرةٍ مضطربة.
٢ ـ إنّ الحرارة التي تصلنا من الشمس بصورة مباشرة نهاراً والتي تخزن في الأجسام وتنعكس علينا ليلاً ، لها تأثير في نمو النباتات وديمومة الحركة والحياة لدى الحيوانات.
٣ ـ إنَّ الشمسَ تَضعُ في خدمة الإنسان نوراً سليماً ومجانياً وغَير حارٍ أو مُحرقٍ ولا
__________________
(١) اقتباس من كتب ١ ـ تركيبات الشمس ، ٢ ـ نجوم بلا منظار ، ٣ ـ تكوُّن وموت الشمس ، ٤ ـ تاريخ العلوم ، ٥ ـ من العوالم البعيدة ، ٦ ـ الإسلام والهيئة.