آنٍ واحدٍ ، والواقع هو كذلك ، لأنَّ اللَّيلَ يقلُّ تدريجياً أثناء فصل الصيف في المناطق الواقعة شمال خط الاستواء ويصبح جزءً من النهار أي إنّه مصداقٌ ل (يُولِجُ اللَّيْلَ فِى النَّهَارِ) ، وفي ذات الوقت يقلُّ النّهار في جنوب خط الاستواء ويصبح جزءً من اللَّيل حيث يكون مصداقاً ل (يُوْلِجُ النَّهارَ فِى اللَّيْلِ) (١).
وجاء في الحديث المشهور عن المفضل ، أنّ الإمام الصادق عليهالسلام قال :
«فكّر في دخول أحدهما ـ الليل والنهار ـ على الآخر بهذا التدريج والترسّل ، فانك ترى أحدهما ينقص شيئاً بعد شيء ، والآخر يزيد مثل ذلك حتى ينتهي كل واحد منهما منتهاه في الزيادة والنقصان ، ولو كان دخول أحدهما على الآخر مفاجأة ، لأضّر ذلك بالأبدان وأسقمها ، كما أنّ أحدكم لو خرج من حمّام حار إلى موضع البرودة لضّره ذلك واسقم بدنه ، فلم يجعل الله عزوجل هذا الترسل في الحر والبرد إلّاللسلامة من ضرر المفاجأة؟» (٢).
* * *
توضيحان
١ ـ أهميّة النور والظلام وفوائد اللَّيل والّنهار
لاحظنا في الآيات الآنفة كيف أنّ الله تبارك وتعالى يدعو الناس إلى دراسة هاتين الظاهرتين اللتين تبدوان عاديتين للعيان ، ويعُّدهما من آياته ، والحقيقة أننا كلَّما امعّنا النظر في هذا المجال نتوصل إلى امورٍ جديدة :
أ) فنحنُ نعلمُ أنّ اللَّيل والّنهار في جميع أنحاء العالم يختلفان تماماً ، فطول الليلِ عند خط الاستواء ١٢ ساعة ، وطول الّنهار ١٢ ساعة أيضاً في كافة الفصول ، إلّاأنَّ السَّنةَ كلَّها في المنطقة الجنوبية وعلى خط ٩٠ ليست أكثر من يومٍ واحدٍ وليلةٍ واحدة حيث تكون مدة كلٍّ منهما ستة أشهر تقريباً «ومثل هذه المناطق غير مأهولة طبعاً» ، وهنالك مراحل وسط
__________________
(١) لقد ذكر «الطريحي» في «مجمع البحرين» هذه النكتة في مادة (ولج).
(٢) بحار الأنوار ، ج ٣ ، ص ١١٨.