وقد يُستخدم هذا اللفظ بمعنى ارساء السِّلم في المجتمع أيضاً لأنَّ السّلم أساسُ ثبات كلِّ بلدٍ.
* * *
جمع الآيات وتفسيرها
البركات والأسرار العجيبة للجبال :
في القسم الأول من هذه الآيات يدعو الباري تعالى الناسَ إلى البحث والتأمل في آيات الله في السماء والأرض ، ثم يشير إلى كيفية خلق الابل وكذلك ارتفاع السموات حيث ارتفعت بدون عَمَدٍ مع مالها من عظمة ، وأشار إلى نصب الجبال فقال : (وَإِلى الجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ).
ولعلَّ هذا التعبير إشارة إلى ثبات واستقرار الجبال في أمكنتها ومنع حدوث الزلازل التي سيشار إليها في الآيات القادمة أو اشيرَ إليه آنفا ، أو الوقوف أمام الأعاصير والعواصف ، وتوفير الملاجيء الآمنة للبشر ، ومستودعات حفظ المياه على هيئة ينابيع وقنوات وأنهار.
ويمكن أن يكون هذا التعبير إشارة ظريفة إلى مسألة طبيعة تكوين الجبال ووجودها حيث كشفَ العلم المعاصر الستار عنها ، إذ يقول : إنّ الجبال تكونت نتيجة لعوامل معينة فقد يكون بسبب تعرُّج الأرض ، وأحياناً بسبب البراكين ، أو نتيجة الترسبات الناتجة عن الأمطار التي تغمر الأرض وتجرف بعضها معها ويبقى الجزء القوي والصلب ثابتاً في مكانه.
وفي أعماق البحار تتكون الكثير من الجبال نتيجة الترسبات الحيوانية كالمرجان حيث يطلق عليها الجبال أو الجُزُر المرجانية.
ومن الممكن جمع كل هذه المعاني في عبارة (كَيْفَ نُصِبَتْ).
* * *
ويقول في القسم الثاني من الآيات كبيانٍ للنعم الإلهيّة : (أَلَمْ نَجْعَلِ الأَرْضَ مِهَاداً* وَالْجِبَالَ أَوْتَاداً)؟