وهنا حيث تستخدم المسامير في تثبيت شيءٍ ما ، أو ربط القطع المختلفة مع بعضها أيضاً ، فهذا التعبير يعتبر إشارة لطيفة إلى التأثير المهم للجبال في منع تبعثر قطع الأرض أثر الضغط الداخلي للكرة الأرضية والضغط الناتج عن حالات المد والجزر.
٢ ـ لايقتصر دور الجبال على حفظ استقرار وثبات الأرض فحسب ، بل تساعد في استقرار المناخ المحيط بالأرض أيضاً ، والكل يعلم مدى صعوبة العيش في الصحراء الشاسعة لأنّ الهواء دائماً في حالة من السرعة المقرونة بالغبار والرمال ، فيصبح الاستقرار في هذه المناطق عسيراً والتنفس صعباً مقرونا بعدم الراحة.
نعم .. فهذه القمم الشاهقة للجبال هي التي تقف أمام هذه العواصف الهوجاء ، وتصدُّها ، أو تُرسلها إلى طبقات الجو العليا.
٣ ـ إضافة إلى ذلك فإنّ للجبال تأثيراً بالغاً في نزول الثلوج وهطول الأمطار ، لأنّها تقف في طريق الغيوم والرطوبة الصاعدة من البحر ، فتوقفها وتدفعها إلى الهطول فينحدر بعض هذه الأمطار من سفوحها ، وتحتفظ بالقسم الآخر في هذه السفوح ، أو تحتفظ بها على هيئة ثلج وجليد في قمتها.
٤ ـ وكذلك فانَّ للجبال دوراً مهماً في تعديل حرارة الجو لا سيما في المناطق الاستوائية ، لأنَّ ارتفاع الجبال يؤدّي إلى ابتعاد المناطق المجاورة لها عن سطح الأرض ونحن نعلم أننا كلّما ابتعدنا عن سطح الأرض تزداد برودة الجو.
٥ ـ إنّ الجبالَ مصدرٌ مهمٌ لانواع المعادن والثروات الهائلة التي تختفي في أعماقها ، ومن أجل أن يظفر الناس بهذه الثروات فهم يتجهون إلى الجبال دائماً للبحث عنها.
٦ ـ للجبال دورٌ مهمٌ آخر في ايقاف حركة الكثبان الرملية ، فنحن نعلم أنّ الكثبان الرملية تتحرك أثناء هبوب الرياح في الصحراء القاحلة ، وقد تدفُنُ تحتها الأشجار والناس والقوافل وحتى القرى ، وتصبح سبباً في هلاك النباتات والحيوانات ، فإذا لم تتم السيطرة عليها فسوف تأتي على جميع أنحاء الأرض ، فأيُّ عاملٍ أفضلُ من الجبال يُمكنُه السيطرة عليها؟!
إنَّ هذه الفوائد العظيمة إضافةً إلى فوائد اخرى كثيرة ذكرناها في تفسير الآيات السابقة