١٢ ـ إنّ بعض ترشحات الغيوم تنزلُ إلى الأرض على هيئةِ جليدٍ فتتراكم على قمم الجبال كمصادر للمياه ، وتقوم بتغذية خزانات المياه الموجودة تحت الأرض أيضاً لأنّها تذوب تدريجياً وتَنْفُذُ داخل الأرض ، ولكن لو تساقط الجليد باستمرار بدلاً من المطر تنعدم عندئذٍ الكثير من المنافع التي ذُكرت.
١٣ ـ الغيوم بحار معلقة في السماء ، وما أعظمَ الإله الذي يُرسلُ كلَّ هذا الماء إلى السماء خلافاً لقانون الجاذبية ، ويقوم بنقله بسهولةٍ من نقطةٍ إلى اخرى.
١٤ ـ بالاضافة إلى كل هذا فانَّ للغيوم تأثيراً ملموساً في خفض درجة الحرارة شتاءً وخفض درجة الحرارة صيفاً.
١٥ ـ إنّ الغيوم تحمل الشحنات الكهربائية المختلفة حيث تؤدّي إلى وقوع الرعد والبرق ، وسوف نتحدث عن هاتين الظاهرتين في البحث الذي يتعلق بالرعد والبرق إن شاء الله.
وعلى العموم فانَّ هاتين الظاهرتين اللّتين نعتبرهما من الامور العادية جدّاً نتيجة لأُنْسِنا بهما ، مدهشتان ومليئتان بالأسرار ، ويمكن مشاهدة آيات التوحيد العظيمة في أعماق أسرارهما ، والوصول إلى عظمة تلك الذات المقدّسة من خلال هذه الآيات العظيمة.
* * *
٣ ـ الرياح والأمطار في الروايات
نقرأ في الحديث المعروف بتوحيد المفضّل عن الإمام الصادق عليهالسلام أنّه قال :
«وانبهك يا مفضل على الريح وما فيها ، ألست ترى ركودها إذا ركدت كيف يحدث الكرب الذي يكاد أن يأتي على النفوس ، ويمرّض الأصحاء وينهك المرضى ، ويفسد الثمار ، ويعفّن البقول ، ويعقّب الوباء في الأبدان ، والآفة في الغلات ففي هذا بيان أنّ هبوب الريح من تدبير الحكيم في صلاح الخلق.
ولو أنّ ملكاً من الملوك قسّم في اهل مملكته قناطير من ذهب وفضة ألم يكن سيعظم