ونظراً لتجمع الشحنات على الأجزاء المدببة للأجسام ففي الصحارى التي تحدث فيها الصواعق ، يظهر البرق في النقاط المرتفعة كرؤوس الأشجار ، وحتى رأس الإنسان المار عبرها ، لذلك يعتبر التوقف في الصحارى أثناء الجو العاصف المليء بالرعد والبرق خطيراً للغاية ، وفي مثل هذه الحالات يمكن أن يزيلَ اللجوءُ إلى الوديان أو الاقتراب من الأشجار واسفل الجبال والتلال الخطر إلى حدٍ ما (إنّ الاتكاء على الأشجار والشبابيك الحديدية لا يخلو من خطورة أيضاً).
ويتضح جيداً من خلال الإشارة أعلاه اخطارُ البرقِ وعامل الخوف الذي اشيرَ إليه في الآيات الآنفة.
٢ ـ فوائد وبركات الرعد والبرق
بالرغم من الاخطار التي تصحب الرعد والبرق أحياناً إلّاأنّ لهذه الظاهرة فوائد جمّة سنشير إلى بعضها هنا :
أ) الري ـ من المعروف أنّ البرق يولِّدُ حرارة عاليةً جدّاً ، قد تبلغ ١٥ ألف درجة سانتيغراد ، وهذه الحرارة كافية لاحراق مقدارٍ كبيرٍ من الهواء المحيط ممّا يؤدّي إلى هبوط الضغط الجوي مباشرة ، ونحن نعلمُ أنّ الغيومَ تُمطرُ أثناء هبوط الضغط ، ولهذا فغالباً ما يبدأ نزول المطر عقبَ حدوث البرق وتنزل قطرات الأمطار الكبيرة ، وفي الواقع يعتبر الري من هذا الجانب أحد بركات البرق.
ب) رش السموم ـ عندما يظهر البرق بتلك الحرارة ، تتزود قطرات المطر بكمياتٍ إضافية من الاوكسجين ، فيحصل الماء الثقيل أي الماء المؤكسد (H ٢ O ٢) ، ونحن نعلم أنّ من آثار هذا الماء هو القضاء على الجراثيم ، ولهذا يستعمل طبياً في تنظيف الجروح ، فهذه القطرات تقضي على بيوض الآفات المسببة لأمراض النباتات عندما تنزل إلى الأرض ، وتقوم برش السموم على أحسن وجهٍ ، لذلك فقد قالوا : في كل سنةٍ يَقلُّ فيها الرعد والبرق تزداد الآفات النباتية.