و «مواخر» : جمع «ماخرة» وتعني السفينة وهي من مادة «مَخْرْ» (على وزن فَخْر) كما تطلق على جريان الماء في الأرض وانفطارها ، وكذلك تطاير الماء من على جانبي السفينة ، كما تستعمل هذه المفردة لأصوات هبوب الرياح ، والظاهر أنّها من لوازم المعنى الأول (١).
* * *
جمع الآيات وتفسيرها
عجائب البحار!
تقول الآية الاولى معرّفة بالذات الإلهيّة المقدّسة : (وَهُوَ الَّذِى سَخَّرَ البَحْرَ).
ويدلِّلُ هذا التعبير على أنّ البحر بكل وجوده في خدمة الإنسان ، والحق كذلك ، فاولُ براعم الحياة تتفتحُ في البحار ، وقد كان البحر فيما مضى وحاضراً مصدراً مهماً لانواع حاجات الإنسان وديمومة حياته.
ونلاحظ من سياق هذه الآية أنّها أكدت على ثلاثة مواضع :
أولها : يستطيع الإنسان أنْ يستخرج من البحر لحماً طرياً إذ يقول : (لِتَأكُلُوا مِنْهُ لَحْماً طَريّاً).
لحمٌ كثيرٌ لم يتحمل الإنسان عناءَ تربية مصدره أبداً ، ويكون طريّاً بشكلٍ كامل وفي متناول يده في أغلب نقاط الأرض.
إنَّ التأكيد على طراوة وطزاجة هذا اللحم ، إضافة إلى إشارته إلى لذة لحم الأسماك ، فهو تذكيرٌ بهذه النكتة ، وهي أنّ الناس في تلك العصور والازمان كانوا يستفيدون من اللحوم المجفّفة بسبب المشكلات التي تواجههم في الحصول على اللحوم الطريّة ، وهذه النعمة ذات أهميّة خاصة ، وفي عصرنا وزماننا حيث تتوفر اللحوم القديمة والمجَمَّدة لأسباب مختلفة تتضح أهميّة هذا التعبير.
ويقول بعض المفسرين : هذا التعبير إشارة إلى عظمة الله عزوجل وقدرته في خلق اللحوم الطرية اللذيذة في المياه المالحة (٢).
__________________
(١) مفردات الراغب ، والمصباح المنير ،. التحقيق في كلمات القرآن ، ولسان العرب.
(٢) تفسير روح المعاني ، ج ١٤ ، ص ١٠٢.