توضيحات
١ ـ البحرُ مركز لأنواع النِعَم
لم يكن هنالك أحدٌ عندما تكونت البحار ، كي يرى طريقة تكوينها ، إلّاأنَّ العلماء يعتقدون أنَّ كُرَتَنا الأرضية بعد انفصالها عن الشمس كانت حارةً وساخنة ، وبَرَدَت رويداً رويداً ، كالتفاحةِ الناضجة تعرَّج قشرُها وتجَّعدَ وحصل الانخفاض والارتفاع ، برزت الجبال والوديان والبحار.
ومن الممكن أن يرد هذا التساؤل وهو : من أَين جاءت مياه البحار؟ هنالك رأيان : يعتقد بعضٌ أنّها تكونت نتيجة لتفاعل الاوكسجين والهيدروجين الموجودين في أعماق الأرض وانبثقت كالينابيع التي تتدفق حالياً ، وملأت منخفضات الأرض تدريجاً.
إلّا أنَّ اشهرَ الآراء هو أنّ السماء غطَّت جوانب الكرة الأرضية بالغيوم المتراكمة ، وحينما انخفضت حرارتها سالت على هيئة أمطارٍ غزيرة ، وهطل المطر لآلاف السنين ، وغمرت السيولُ كافة أنحاء الكرة الأرضية بنحوٍ لا يمكن تصوره ، وحصلت البحار ، وحتى أمدٍ طويل كانت أمواجُه تغسل أعماقه وكذلك الصخور والسواحل ، ثم هدأت تدريجاً ، واستقر على هيئته الحالية.
على أيّة حال فإنّ البحر له تاريخٌ قديمٌ جدّاً وملىءٌ بالأسرار ، ولكن الأهمُ من ذلك هي البركات والمنافع التي ينالها الإنسان اليوم من البحار حيث بإمكاننا أن ندرج قسماً منها ، ولا يتسع هذا البحث المختصر لبيانها كلها :
١ ـ إنَّ البَحر له اهميةٌ بالغةٌ في الإبحار وحمل ونقل الناس والسلع التجارية ، وكما اشرنا فانّ البحار تعتبر اهم وسائل البشر للحمل والنقل. لا سيما الخطوط البحرية التي تمتد بشكلٍ طبيعيٍّ إلى بقاع الأرض كافة ، ويكفينا الالتفات إلى هذه الحقيقة وهي صناعة البواخر العملاقة التي تستطيع أن تستوعب (خمسمائة الف طن) من النفط وتنقله إلى أيِّ نقطةٍ في العالم.
وهذا يلزم توفر (خمس وعشرين الف سيارة ذات حمولة ٢٠ طناً) لحمل هذه البضاعة.