شرح المفردات :
«ظِلال» : جمع «ظِلّ» إلّاأنّ العالِم والمفسرَ المعروف «الراغب» يقول في كتاب «المفردات» : أيُّ مكانٍ لا تشرق فيه الشمس يُعتبر ظِلاً سواء أشرقت عليه سابقاً أم لا ، ولكن «الفيء» على وزن «شيء» ، يقالُ للمكان الذي أشرقت عليه الشمس سابقاً ثم غطّاه الظل.
في حين أنّ بعض أرباب اللغة اتخذَ الاثنين بمعنىً واحد ، وقال البعض إنَ «الظل» هي الظلال التي تنزل أثناء الصباح ، و «الفيء» يُطلقُ على الظلال التي تنزلُ عصراً ، إلّاأنّ المعنى الأول يتناسب كثيراً مع حالات استعمال هذين اللفظين.
ويطلق لفظ «الظل» كنايةً في مورد العزّةِ والمَنعةِ والرفاه والراحة لأنَّ من المعروف أنَّ هذه الأحوال تحصل في الظل (١).
* * *
جمع الآيات وتفسيرها
هل إنَّ الظِّلَّ نعمةٌ عظيمة؟
إنَّ الحديث في هذه الآيات عن الظلال ، والمسألة تبدو وكأنّها عاديَة لكنَّ التفحُصَ فيها يمكنُ أن يُقربَنا ويُعرفَنا أكثر بخالقِ هذا العالم.
ففي الآية الاولى يخاطبُ النبيَّ صلىاللهعليهوآله قائلاً : (أَلَمْ تَرَ الىَ ربِّكَ كَيْفَ مَدَّ الْظِّلَّ وَلَوْ شاءَ لَجَعَلَهُ سَاكِناً).
ويضيف في نهاية الآية قائلاً : (ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيْلاً) ، ويضيف في الآية التي تليها : (ثُمَّ قَبَضْنَاهُ إِلْينا قَبْضَاً يَسيراً).
وهنا ما المقصود بهذا الظِّل الذي يمُّدهُ الباري تعالى ثم يجمعه تدريجياً؟ قال بعض المفسرين : المقصود هو ظلُّ الليل حيث ينبسطُ على جميع سطح الأرض وينقبض بنحوٍ متناوب ، ويعتبر وجود الشمس دليلاً وإشارة عليه ، إذ (تُعرفُ الاشيَاءُ بِاضدَادِهَا).
ويعتبره البعض إشارةً إلى الظلِّ الذي يمتدُّ بين الطلوعين (بين طلوع الصبح وطلوع
__________________
(١) لسان العرب ؛ ومفردات الراغب.