حياً على علم وقدرة الخالق جلَّ وعلا.
يستفاد من مجموع ما ورد في هذه الآيات القرآنية حول خلق النباتات وخصائصها المختلفة ابتداءً من رشد النباتات إلى تنوعها ومسألة اللقاح والزوجية ، وأنواع المواد الغذائية للإنسان والحيوانات ، حتى كيفية نمو طلع التمر ، والحبوب المرتبة بعضها فوق بعض كالحنطة والشعير ، وتكاثر الثمار والزروع المتباينة تماماً الناتجة عن ماء واحد وأرض واحدة وسيادة القوانين الموزونة على جميع المراحل وانفلاق الحبوب والنوى ، أنّها جميعاً آيات لتلك الذات المقدّسة ، ودليل حي على وحدانية الرب ونفي كل أشكال الشرك.
* * *
توضيحات
١ ـ التركيب المذهل للنباتات
من الطبيعي أن ننسى عجائب وأسرار كل شيء إذا بدا لنا واضحاً فيكون مصداقاً للآية الشريفة : (وكَأَيِّنْ مِّنْ آيَةٍ فِى السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنهَا مُعْرِضُونَ). (يوسف / ١٠٥)
فنمر عليها مرور الكرام في الوقت الذي يكمن فيها عالم من عجائب وقدرة وعظمة الخالق جلَّ وعلا.
لنبدأ من جذور النباتات ، فالجذر بلطافته وَرِقِتِه له قدرةٌ مذهلة ، فهو ينفذ في طبقات الصخور والأراضي الصلدة ، وأحياناً يغور تحت قطعٍ صخريةٍ تزنُ عدة اطنان ويرفعها عن مكانها وتتحرك العمارات والأحواض التي أُنشِئَت من القوالب والطبقات المسلحة نتيجة نمو الأشجار حولها.
فعملُ الجذر هو امتصاص المواد الغذائية والرطوبة من كل ناحيةٍ ، وكأنّها تعرف مراكز الرطوبة والمواد الغذائية من خلال شعورها العجيب فتسعى نحوها.
ولكلِّ جذرٍ جهازٌ عظيمٌ لهُ قدرةٌ خاصة في انتخاب نوع الغذاء وتغييره وتبديله ، ثم