وآثارٌ على عظمتهِ ، وكيفية ظهورها ، والنظام المدهش الذي استُعملِ في بنائها ، والصفات المميزة لكل منها ، والمواد المعاشية الموجودة في كلٍّ منها ، وكذلك كيفية ايصالِ هذه الأرزاق إلى المحتاجين ومطابقتها لحاجتهم ، فكلٌّ منها آية ودليل عن حكمة وعظمة الذات الإلهيّة المقدّسة.
* * *
توضيحات
١ ـ من عجائب عالم الأرزاق
حقاً لو تأملنا في النظام العجيب الموجود في ارتزاق مختلف الموجودات من المصادر الطبيعية ، لتجلَّت لنا امورٌ لطيفةٌ ومدهشة عن قدرة الخالق جلَّ وعلا.
الأمر الأول منها هو لماذا لا تتقلص كمية المواد الغذائية الموجودة على الأرض مع قلتها واستفادة الناس والحيوانات على مدى آلاف الآلاف من السنين؟! كيف لا تنتهي هذه المائدة الممتدة في كل مكانٍ؟!
حينما نتأمل جيداً نرى أنَّ المواد الغذائية في هذه الدنيا لها شكلٌ خاص بحيث لو استُفيدِ منها لملايين الملايين من السنين ، لم ينقص منها بقدر رأس الابرة ، وهذا بسبب «حركتها الدائرية» فمثلاً أنَّ المياه تتبخر من البحر ثم تظهر على هيئة غيومٍ وامطار ، فيهطل قسمٌ من ماء المطر إلى البحر ثانيةً ، والقسم الآخر يصبحُ جزءاً من جسم الإنسان والحيوانات والنباتات ويتبخر وينتشر في الجو ، وتستمر هذه الحركة الدائرية دائماً.
فالاشجار تمتص المواد الغذائية من الأرض وتتكون الفروع والأوراق ، ثم تتساقط الأوراق وتتفسخ وتتحول فيما بعد إلى سمادٍ ومواد غذائيةٍ لنفس الأشجار ، وتستفيد الحيوانات من المواد الغذائية ثم تُصبحُ تراباً ، وجزءاً من المواد الغذائية في الأرض.
ويتنفس الإنسان والحيوانات غازَ «الاوكسجين» ويطرح غاز «ثاني اوكسيد الكاربون» ، ولكن الأشجار على العكس من ذلك فهي تأخذ غاز «ثاني اوكسيد الكاربون» وتطرح غاز