توضيحات
التبريرات المنحرفة :
هنالك إصرار عجيب من قبل بعض علماء الاجتماع والنفس الماديين في الغرب والشرق على أنّ مصدر ظهور الدين والعقيدة التوحيدية معلول للجهل أو الخوف أو عوامل اخرى من هذا القبيل.
بالطبع إنّ هذا الأمر ليس عجيباً في نظر البعض ، لأنّهم كما يبدو قد اتخذوا قرارهم باتفاق مسبق ، ويعتبرون من المسلمات أن ليس ثمّة شيء غير عالم المادة ، لهذا يرون أنفسهم ملزمين بأن يفسروا كل ظاهرة على أساس العوامل المادية.
من ناحية أخرى نعلم أن وجود العقائد الدينية ما ينفك يزلزل أركان المادية ، وإذا أضفنا إلى هذا المعنى الصراعات الشنيعة بين الكنيسة وعلماء العلوم الطبيعية في القرون الوسطى ، يمكن الاستنتاج أنّ مثل هذه التفاسير المادية للدين والاعتقاد بالله جزء من العداء الذي تكنه المدارس المادية للدين.
مع أنّ البحث في كل هذه النظريات بشكل مفصل يحتاج إلى أحاديث طويلة يُخرجنا الدخول فيها عن كُنه بحثنا التفسيري ، ولكن يبدو من الضروري الإشارة إليها هنا بشكل مختصر ، لكننا نكرر أن كل هذه التفاسير قائمة على أساس أحكام مسبقة وهي أن نسلّم بعدم وجود عالم وراء الطبيعة ، وبأنّ عالم الوجود يتلخص في نفس عالم الطبيعة هذا.
وَيمكن تحديد هذه النظريات ـ أو بعبارة أدق هذه الفرضيات ـ بشكل عام في خمس فرضيات :
١ ـ نظرية الجهل
يقول أحد علماء الاجتماع المعروفين : «مع أنّ العلم والفن كشف الكثير من الأسباب الخفية ، إلّاأنّ الكثير من هذه الأسباب ما تزال بعيدة من نطاق العلم وباقية في لفيف