١٨ ـ آياتُه في حياة النحل
تمهيد :
إنَّ حياة النحل من أكثر ظواهر الخلق دهشةً ، وقد اكتشفت عجائبُ عن حياة هذه الحشرة الصغيرة من خلال بحوث العلماء ، إذ يعتقد البعض أنَّ حضارتها وحياتها الاجتماعية أكثر تطوراً من حياة الإنسان ، فانتم لا تعثرون على أي مجتمعٍ متطورٍ قد حلَّ مشكلة «البطالة» و «المجاعة» بشكلٍ كاملٍ ، إلّاأنّ هذه المسألة حُلَّت تماماً في عالم النحل «خلايا النحل» ، فلا يُعثُر في هذه المدينة على زنبورٍ عاطلٍ عن العمل أو زنبور جائعٍ أيضاً.
فبناء الخلية ، وكيفية جمع رحيق الورود ، وصناعة العسل وخزنهِ ، وتربية الصغار واكتشاف المناطق المليئة بالأزهار ، واعطاء عنوان السكن لباقي النحل ، والعثور على الخليّةِ من بين مئات أو آلاف الخلايا كل ذلك دليلٌ على الذكاء الخارق لهذه الحشرة.
إلّا أنّ من المسلَّم به أنَّ الإنسان لم يكن يمتلك مثل هذه المعلومات عن النحل سابقاً ، ولكن القرآن الكريم أشار في السورة المسماة باسم هذه الحشرة (النَّحل) باشاراتٍ مليئةٍ بالمعاني إلى الحياة المعقَّدة والمدهشة لهذه الحشرة.
بهذا التمهيد نتأمل خاشعين في الآيات الآتية :
١ ـ (وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلىَ النَّحْلِ أَنِ أتَّخِذِى مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتاً ومِنَ الشَّجَرِ ومِمَّا يَعرِشُونَ). (النحل / ٦٨)
٢ ـ (ثُمَّ كُلىِ مِنْ كُلِّ الَّثمَراتِ فَاسلُكِى سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلاً يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرابٌ