مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيْهِ شَفاءٌ لِّلنَّاسِ إِنَّ فِى ذَلِكَ لَآيةً لِّقَومٍ يَتَفَكَّرُونَ). (النحل / ٦٨ ـ ٦٩)
* * *
شرح المفردات :
«النَحْل» : اسمُ زنبور العسل و «نِحلَة» (على وزن قِبلة) تعني العطاء بلا عوض ، ومفهومها محدودٌ أكثر من مفهوم الهبة ، لأنَ «الهبة» تشمل العطاء بعوض وبغير عوض بينما تشمل النحلة العطاء بلا عوض فقط ، و «نحول» تعني الضَعف ، تشبيهاً بُهزالِ زنابير العَسَلِ ، و «نواحل» تطلق على السيوف الحادة «الرفيعة».
وقد يُحتمل أنّ المنشأ الاصلي لـ «نِحلة» يعني العطاء ، وإذا اطلقَ على زنبور العسل (نَحل) فلأنّه يصطحبُ معهُ عطاءً وهبةً حلوةً لعالم الإنسانية. (١)
و (أوْحى» : من مادة «وحي» ولها معانٍ كثيرة وقد ذكرنا شرحها في الجزء الأول من «نفحات القرآن» في بحث «مصادر المعرفة» ، وأصلها يعني «الإشارة السريعة» وبالنظر إلى أنَّ أمر الله تعالى فيما يتعلق بالنشاطات المختلفة والمعقّدة للنحل قريب الشبه من الإشارة السريعة أو الالهام القلبي فهذا المعنى استُخدمَ أيضاً فيما يخص النحل ، لأنَّ جميع هذه الأعمال المعقّدة قد تُنجز من خلال إشارةٍ الهية سريعة.
* * *
لنزورَ بلاد النحل :
لقد استند القرآن الكريم في آيات عديدة إلى جوانب مختلفة من حياة النحل حيث كلٌ منها اعجبُ من الآخر ، فقد أشارَ أولاً إلى مسألة بناء بيوتها ، قائلاً : (وَأَوْحَى رَبُّكَ الى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِى مِنَ الْجِبالِ بُيُوْتاً وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ).
وقد يكون التعبير بـ «اتَّخذي» بصيغة الفعل المؤنث إشارة إلى أنَّ النَّحلَ عندما يهاجر
__________________
(١) مفردات الراغب.