منظمة واسعة من كمية قليلةٍ من الشمع (حيث يمكن استغلال جميع زواياه ويكون مقاوماً أمام الضغط أيضاً) وتتكون بيوتها من طبقتين ، وعندما تبني بيتاً في الجبال أو على الأشجار فهي تقتصر على هاتين الطبقتين إلّاأنّها تضيفُ طبقتين اخريين في الخلايا الاصطناعية وبما يمكن استيعابه منها.
ويتخذ قعر البيت شكلاً هرمياً حيث يتألف من ثلاثة سطوح لوزية الشكل ويغور الرأسُ والأجزاء البارزة بكل طبقةٍ في قعر الطبقة السفلى.
وقد أثبتت التجارب أنّه لو كان سطح الشمع مربع الشكل أو باي شكل آخر وصُبَّ في قوالب اصطناعية ووُضعَ النحل في داخله فسوف لا يرتضي مثل تلك الجدران غير المطابقة للمواصفات ، بل يرفع الجدران إلى الأعلى ويعيدها إلى وضعها الصحيح.
لقد قاسَ أحد العلماء ، قعر بيت النحل ، فكانت زاويته الكبيرة تُقدرَّ ب ٩. ١ درجة و ٢٨ دقيقة ، ثم طرحت هذه المسألة على مهندسٍ الماني كبيرٍ يُدعى «كنيك» كسؤالٍ عامٍ بأن لو أراد إنسان بناءَ هرمٍ بأقلِ كميةٍ من مواد البناء وباكبر ظرفية بحيث يتشكل من ثلاثة سطوحٍ لوزية فما مقدار زواياه؟.
فقام بحلَّ هذه المسألة المعقدة بالاستعانة بحساب «ديفرانسيل» وكتب في الجواب ، مائة وتسعة درجات وستة وعشرين دقيقة بدونٍ علمٍ منه بأنَّ هذا يرتبط ببيت النَّحل ومتفاوت معه بدقيقتين فقط.
ثم تلاهُ مهندسٌ آخر يُدعى «ماغ لورن» فاجرى حساباتٍ دقيقةً وتأكَّدَ بأنَّ تلك الدقيقتين كانتا نتيجة لاهمال المهندس الأول ، والجواب الصحيح كما فى عمل النحل»! (١)
ينقل العالم البلجيكي المعروف «متر لينع» في كتاب «النحل» عن أحد العلماء ويُدعى «رأيت» ما يلي : لدينا ثلاثة طرق علمية فقط في الهندسة لتقسيم الفواصل المنظمة وربطها وتكوين الأشكال الكبيرة والصغيرة ، وهذه الطرق الثلاثة عبارة عن (المثلث القائم الزوايا) و (المربّع) و (المسدَّس) وتستخدم الطريقة الثالثة أي «المسدَّس» في بناء غرف النحل ،
__________________
(١) تفسير روح الجنان هامش المرحوم الشعراني ، ج ٧ ، ص ١٢٣ «مع شيء من الاختصار».